صباح الخير …
العالم حقل ألغام قد ينفجر في أي لحظة غير متوقعة يحتسب لها إنسان .. كذلك الإنفعالات لها وقت وأوان ويصدر عنها ما ليس بالحسبان ، من غضب وهدوء وسعادة وحزن وحب او كره .. وغيرها من المشاعر الغير مباحة للمواطن الشرقي الخافي لأحاسيسه مهما كانت الظروف ، إذ تطفو سلبياته في بعض لحظات الاثارة رغم كياسته الذاتية ومنظره الموحي بالرزانة واللباقة رغم قدرته الخارقة على كبت ما لايريد ويرغب ..
إن الدين الإسلامي دين ُ العفو والسماحة ، يدعونا دوماً الى التغاظي عن الإساءة والعفو عند المقدرة والإبتعاد عن قانون ( العين بالعين ) وتنمية السلام الداخلي بالنفوس وإعتبار الانسحاب من الصراع هو فوز أكثر منه خسارة ، وهي صفات الانبياء والعظماء من الناس ، فهي ملكة وغريزة ٌ جد ُ عسيرة ، قد ينقضي العمر ولا يصلها الفرد العادي ..
هنا يبدر سؤال :
- ماذا هو دور الفرد العادي في ظروف غير عادية ؟
ما ذكر أنفا ً هو من شبه المستحيلات لانها تخص ولا تعم ، ولا يمكننا نحن كافراد سواسية أن نضع قانون ونظرية للمصطفين من الرحمن سبحانه وتعالى ، بل أن نحلل ونستنتج ونضع الحلول لقضايا وأناس دنيويين لربما بعيدين بعض الشيء عن التفسيرات السماوية الالهية في إحتواء المسائل الدنيوية ..
يذهب البعض الى عدم كتم المشاعر الانسانية بكل حذافيرها من ردودات غير مقبولة للمجتمع الشرقي والديني قبل كل شيء ، وأخص هنا المرأة الإسلامية الشرقية ووضعها في قالب مخالفة للدين والشرع والتربية ، فالحياء اول صفة مطلوبة غير مرغوبة في المرأة ، تنسحب على الذات الى سلبية مكتومة تظهر على شكل حسد وغيرة وكره قد تنقلب أحيانا الى حقد وإنتقام عند اليعض إن لم تجد المساحة الكافية للتفريغ عنها ، وياحبذا لو وجدت المساحة المباحة دينياً او معرفياً أو أدبيا ً للتفريغ عما تحمله في ثناياها من مشاعر وأحاسيس غير مقبولة في المجتمع ..
أما الطفل … هذا الكائن الجميل ، ليس هناك اجمل من تعبيراته للرفض من بكاء وصراخ لغاية الوصول لمرحلة اللعب والتنفيس عن غضبه ورفضه من خلال تحطيم ألعابه وفي حالات قسوى بالهروب من المنزل ، وهي مشكلة بل وحالة مرضية بحاجة الى حلول من مستويات عليا في التربية والتعليم وذوي تخصصات عالية في مثل تلك الحالات ..
الرجل وصورة ( الجبل الذي لايهزمه الريح ) الاسطورة !! ..
هذا البركان المكتوم ، والذي إن تفجر ، تحطم حممه جميع صور الحضارة البشرية ، كيف يمكننا تفادي إنفجاره ؟
وسؤال أخر .. من ْ وضع على أكتافه ثقل الجبل والاسطورة ؟!
هو أيضاً كيان بشري .. بحاجة الى راحة ومساحة للفهم والاستيعاب ومن ْ تحمل معه تلك الصعاب وتسايره ُ في رحلة الحياة الطويلة دون كلل وملل ، ولحين إيجاد الشريك المناسب لكل هذا الجبل من التناقضات قد يخطيء المرء مرة او اكثر لحين الوصول الى النصف المكمل لكل منا .. والله المستعان .
لقاء شهاب زنكنة
٢٠٢٤/١/٣١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق