( تحت وطاة الاحساس ) أصعب ما يكون على المرء حينما يساوره إحساس بأنه فقد لذة الحياة ؛ وأصعب ما يكون أيضا حينما يساوره هذا الإحساس حينما يفقد حبيبا أو يرحل عنه قريب..وقد يكون إحساسا بأن ثمة مظالم وقعت عليه دون أن تكون له قدرة على ردها أو تجاوزها . كم في الحياة من مواقف يهتز لها الضمير والوجدان والمشاعر ! فهذه أرملةفي عز شبابها يساورها إحساس بأن حياتها باتت مظلمة بعد أن فقدت من كان يعيلها ويسترها ؛ من كان خيمة تستظل بها هي وصغارها .. وهذه إمرأة يلازمها إحساس بأنها ضحية زوج لم يحسن التعامل معها بل هو يزدريها ويهينها ويشتمها بأقبح الكلام من غير ذنب ولا سبب ؛ وهذا رجل يراوده الإحساس بأن الفقر الذي يحتويه ليس له طاقة لدفعه رغم سعيه ومثابرته لكسب الرزق ولكن هكذا شاء قدره ؛ وهذا تلميذ ذكي فقد أبويه في حادث اليم فراح يساوره إحساس بأن رحلته في الحياة غدت متعثرة لا يستطيع معها مواصلة مشواره الدراسي وأنه لا بد أن يعمل ليعيل نفسه وأسرته ؛ وهذه فئة من الناس يساورها إحساس بأن البقاء في الوطن لم يعد يجدي وأنه لا بد من الهجرة لتحقيق أهدافها بعد أن خابت هذه الأهداف تحت خيمة وطن ضاعت معالمه وفقد أبسط المستلزمات لحقوق أبنائه ..وهكذا بانت المواقف في كل أحوالها بأنها صعبة شاقة لا يمكن إحتوائها وأن الأحاسيس إزاءها مفزعة ومخيبة للآمال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق