الاثنين، 26 فبراير 2024

🌹وتلوم من ✍🏻ابراهيم المك مصطفى

 وتلومُ مَنْ؟

                  

كنتُ أستدنيكَ مِني أستضيءُ بهالةِ الطهرِ الـتي تكسُـو مُحـيَّاكَ الجمـيلْ

وأبيتُ ليليَّ استعيدُ ملامحَ الحسنِ الذي ينداحُ من عينيكَ من حُلو الكلامِ السلسبيلْ

همسي كشدوِ حمائمٍ تغفــو على كَفيكَ تحدُو حُـلمَ ليلكَ في الأماسـِي بالهَـدِيلْ

وأحفُ صبحكَ بالنسائمِ رقةً وتحُفـني متلطفاً بنداوةِ الحبِ الـنبيلْ

وتسامرُ الحرفٓ الذي يدنو إليك تلطفاً فتضُمه وتجُوب في شِعري ضـَفافٓ المسـتحيلْ

من ذا الذي أقصَاكَ عن وطني هداك إلى مـنافي الهـجرِ ترتقــبُ الرحـــيلْ؟

ولمَ هجرتَ ربوعنا وتركتني وسعيتَ تبحثُ يا صديقي عنِ بديلْ ؟

بالله كيفَ وقد جُبلتَ على الحنانْ تصدُّني؟

هل يستوي نزعُ الضفافِ الخضرِِ عن أحضانِ نيلْ؟ 

ماذا عليكَ إذا احتملتَ مواجعي وعذرتني ومسحتَ حرَ مدامعي وبذلتَ منْ أجلي القليلْ؟

أوما احتملتُكَ ذات يومٍ حينَ هَجرِكَ من صَفِي الروحِ عِندكَ مـــــنْ تُسميه الخَليلْ؟ 

فمَنِ الملامُ إذا هَجرتُكَ عنوةً ياسيدي ومضيتُ لا ألوي على دربِ المعاناةِ الطويلْ؟

                *****

وتلـــومُ مَنْ؟

 إن كان قصْدُكَ أن يظلَ الحبُ في حال سليمْ

منْ راحَ يحكي للدُجى تلكَ الحكايات التي خبأتها بين النجـومِ وحِلكـةِ الليـــلِ البهــيمْ ؟

منْ كان يَهْمِسُ لي الأماني الحالماتِ، وحــاكَ لي الحُلمَ الجميلَ بمنسجِ الأملِ القــديمْ؟

من خـطَ في وجهِ النسائمِ قصـتي؟

من راح يَرويـها لأسـرابِ الطـيورِ وللنسـيمْ 

هو أنتَ ..هو أنت يا صحوَ الربيعِ بمقلتيَّ وحلم أيامي النديةِ يا نديمْ

هوَ أنتَ يا عطرَ الأماني الزاهـياتِ بخاطري يا سلوى قلبي من لظى الجُرحِ الألــيمْ

أنتَ الذي لولاكَ ماعَرفتْ خُطايَّ متاهةً ... لولاك مـا بدلـَّتُ رمضائي بفـيحٍ منْ جحـيمْ   

أنت الذي لولاك ما فكرَّتُ في التحليق يوماً 

وارتضيتُ فُتاتَ أحــلامي على وجــهِ الأديــمْ 

فانصِتْ قليلاً.. إنَّ بعضَ العُتْبِ جهراً ربما يُحـيي حنيناً في حنايا القلبِ أضحى كالهشيمْ

أو إن رجعتَ إلي صوابك ذاتْ يومٍ نادماً..فلربما أبقى قليلاً عندَ بهــوِ الذكرياتِ هناك في صمتي أهيمْ 

حتماً سأبقى برهة للصَفحِ عنك وبعدها حتماً سأرحلُ من ثراكَ إلى فضاءاتِ النعيمْ 

  

                 ****

وتلـومُ مـَنْ ؟

ما جـدوى أنْ اقفو خطاك يلفني شعثُ التوجُّسِ والعـناءْ؟

ومشيتُ في صحراء هجرك ارتجيك يحثُّني أملُ الرجاءِ بأن يكون سرابُ وعدِكَ فيضَ مـاءْ

مــا عدتُ أقنع بالكثيرِ من الوعودِ الكاذباتِ وبالقليلِ منْ المودةِ والتعاطفِ والعطاءْ

وأنا التي علمّتُ قلبَك أنْ يطيلَ ربيعهُ ..فوهبتني لفــحَ الشمـوسِ وارتعاشاتِ الشـتاءْ

هيأتَه قلبي مـلاذاً للمعزةِ آمناً كي يحتويك تلطفا فبرئتَ من عصْفِ انكساركَ بين أروقةِ الشقاءْ

وأنا التي أغنتك من ترفِ المحبةِ عـِزةً ومهابةً وأفضتُ تحْـناناً عليكَ كمـا تشـاءْ 

كل الدروب المُفضِياتِ إلى رضاكِ سئمتُها ..وسلكتُ درباً آخراً يفضي بخطويَّ للسـماءْ

يا سيدي إن التي تسعى لديكَ بعتبها هي بعضُ أشعاري وأحلامي وأشلاءُ الكتابةِ والدماءْ

روحي مضتْ من عالمِ الزيفِ المنمَّقِ في هواك لتستعيضَ بعـــالمِ الطـــهرِ المدثرِ بالنقــاءْ

أوصدتُ خلفيَّ باب وهم الحبِ إن يفضي إليك..

وكلَ أبوابِ الترقــبِ والشفاعة والرجــاءْ 

إلزم مكانك هاهنا.. أو فارتحل..  

ما عادَ في قلبي حنينٌ بالتواصل أو نداءٌ للبقاءْ

وتفضُلاً ..أبقيتُ حيْزاً في فؤادي لاحْتِوائكَ ضيقاً لكنني أبقـيتُ مُتسـعاً بقلبي تعتليه الكِـبرياءْ

أنا لنْ أبِيع كرامتي يا سيدي..واخْتَرتُ هجركَ عزةً وترفعاً...وبلا وداعٍ أو حنينِ للقـاءْ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...