عناقُ الأرواح
فَتَحْتُ بابَكَ فانْهالَتْ تُرَحِّبُ بي
أزهــارُكَ الحُمْرُ تبكيني وأبكيها
وكلُّ عينٍ لهــا أََبْدَتْ مَواجعَها
وكلُّ دامِعَةٍ شَقَّتْ مآقيها
لَمْ يبقَ في بيتكَ المتروكِ من زمنٍ
إلا المواجعُ يرتـاحُ الأسى فيها
صَمْتُ الدّيارِ ضجيجُ الوردِ أَرَّقَهُ
فَـ مُقْلَةُ الوردِ ما جَفَّتْ سَواقيها
وخلفَ بابكَ قد راحَتْ تُطَمْئِنُني
ذكرى ، بأنّكَ يومـًا سوفَ تأتيها
ذكرى تُهَدْهِدُ لي قلبـًا بَكى أَلَمـًا
لكنّها خابَتِ الذّكرى مَساعيها
لَمْ يُلْقِ بالًا ، فقلبي ليسَ من حَجَرٍ
في خَفْقِهِ زفرةٌ ليلًا يُناغيها
كالطّفلِ يبكي على أُمٍّ تُفارقُهُ
ويرجفُ المهدُ إنْ يصرخْ مْناديها
فتّشتُ نافذةَ الأحلامِ فَانْكَشَفَتْ
أحلامُك البيضُ يا مَنْ كنتَ تخفيها
قد كنتَ تكتبُها من عينِ خافقةٍ
ويرسمُ القلبُ آمالًا مَعـــانيها
فوقَ الجدارِ فمـا زالَتْ مُخَضَّبَةً
ذكراكَ بالآهِ تَحكيها مآسيها
أَفَقْتُ من غَفْوتي حينَ الضّجيجُ بَدا
حَولي ، وأسألُني ما الدّارُ يُبكيها؟
أجابني الصّمتُ: إنَّ الرّوحَ سارحةٌ
والدّارُ تسألُ عَمَّنْ أَثّروا فيها
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق