حبس سجام العين كفكف أدمعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبس سجام العين كفـكف أدمـعا... فلا عتاب لـجفن إذ ما يصـد تشفعا
وأرفق برمشك ما أعيــاه حـزنك ... فكـيف لقـابـع بالعجز صولاً ودفعا
ففر الكحل من خمط المرارة جفنه...بما انساب دمع العين بات مضـيعا
فمن ارتدى ثياب العز فجأة غفـلةً... فقد ازدرى ثوب الهصور مـــرقعا
فأنك مخلوق ومثلــــك قد خلــق ... من نسجة الــطين ذرء الله صانعا
فانظر لحالك مذ ما خلقت بنـطفة ... فإذا رفُعت بشـأن لا تــمار مُـشنعا
فأنك هالك بالموت في اجل قضا ... وأخلع رداء الذل وأسـعى تورعا
فلا تظن غائبة الخفيُّ ومـــا عُلن ... فجلدك شاهد يوم التنــاد وسامـــعا
وأرقب بها زلل الآراء لا قــــدمٌ ... وضع نصاب الحق حـقهُ مــوضعا
فلا هند ولا سلمى أوأم جنـــــدبا ... قيض سهادك عنها بقض مضجعا
فلا دوام لولـهان يكابد بالـجــوى ... وما نفع الفراء بالنــعومة مــخدعا
فقد أزف الرحــيل بموتٍ غفــلة ... فلا تعـجب لعـينك ما تراهُ مرصـعا
فالبور من ملحٍ تـــراه مشـعشعا ... خلعُ النضـارة ثوب الــبكر مُـمرعا
فكم من غرير بدنيا الفناء مفتتن. .. نسيٌّ لذكر الله من أن يكون طـــيعا
ركب الذلول مطية في شـــهوة ... فبات بــطيات الـخفاء بـذات ضالعا
فمن دنى من غمرة الحق سابح ... له قربة زمر الـــتقاة جـــناناً قانــعا
فأعلم بأنك في رحاها بذي أجل... فذاك بمــيقات يدار الطحن جعـجعا
فلا تكن كما شجرٌ بغي مشتبك ... وهول بنفخ الصور رأسك صـادعا
فقد أزف الردى وحان حــينها ... فلا تأمنــن خلودا بل باللحود مودعا
ابو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق