السبت، 6 يوليو 2024

🌹خاطرة ✍🏻لطفي منصور

 أ.د. لطفي منصور

خاطِرَة:

اِنْبَلَجَ الصُّبْحُ الْمُنيرُ هَذا الْيَوْمَ السّادِسَ مِنْ يوليو،

معَ نَسائِمِ الْجَنُوبِ الْمِصْرِيَّةِ النّاعَمَةِ، فما أجْمَلَ شُرُفاتِ الْبُيوتِ الجَنْوبِيِّةِ هذهِ الأَيّامَ، وأنَتَ جالِسٌ تَنتَظِرُ قَهْوَةَ الصَّباحِ مُسْتَقٍبِلًا الْهَواءَ الْعَليلَ الطَّلْقَ بِمَسْحَتِهِ البارِدَةِ الْمُنْعِشَةِ لَلْقَلْبِ والرُّوحِ.

وَمَعَ أنَّنا في شَهْرِ تَمُّوزَ المَعْروفِ بِحَرارَتِهِ الشَّديدَةِ إلَّا أنَّنا، نَتيجَةَ الِاعْتِلالِ الْجَوِّي، لا نكادُ نَشْعُرُ بِالْقَيْظِ، فَالْمُناخُ سَجْسَجٌ لا هُو بِالْحارِّ ولا الْبارِدِ. يَكْفي بالْهاجِرَةِ أنّ تَجْلِسَ في الظِّلِّ حَتّى تَمْسَحَ وَجْهَكَ نَسْمَةٌ رَقيقَةٌ بارِدَةٌ تُنْعِشُ الْقَلْبَ.

حَدثَ لي هذا صَباحَ اليَومِ وَأَنا جالِسٌ في الشُّرْفَةِ أنْعَمُ بِما وَصَفْتُ، فَتَذَكَّرْتُ أَبْياتًا غَزَلِيَّةً رَقيقَةَ كالنَّسِيمِ النِّيلِيِّ الْعَليلِ الّذي يُداعِبُنِي بِهَبّاتِهِ المتواتِرَةِ.

الأَبياتُ مِنْ بَحْرِ الرَّمَل. قالَها الشََاعِرُ الْغَزِلُ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ، وُلِدَ في مَكَّةَ سنَةَ (١٥ هج) ثُمَّ انتَقَلَ إلَى المدينَةَ، وكانَ مُعادِيًا لِلْخلفاءِ الأُمَوِيِّينَ مُناصِرًا لِلزُّبَيْرِيِّينَ، مُعْظَمُ شِعْرِهِ في التَّشْبيبِ والغَزَلِ الْحِسِّي، ماتَ سَنَةَ (٧٥هج).

يَقولُ:

حَبَّ ذاكَ الدََلُّ وَالْغَنَجُ

                 وَالَّتِي في عَيْنِها دَعَجُ

وَالَّتِي إنْ حَدَثَتْ كَذَبَتْ

               وَالَّتِي في وَعْدِها خَلَجُ

وَالَّتِي في الْبَيْتِ صُورَتُها

            مِثْلَما في البِيعَةِ السُّرُجُ

خَبِّرونِي هَلْ عَلَى رَجُلٍ

            عاشِقِ، مِنْ قُبْلَةٍ، حَرَجُ

——————

الغَنّج: الرِّقَةُ في كلامِ المرأةِ.

الخَلَج: إخْلافُ الوَعْدِ.

البِيعَةُ: مَعْبَدُ النَّصارَى.

السُّرُج: جَمْعُ السِّراج. 

المعنَى: وجهُ هذِهِ المرأةِ يُضيءُ بيتَها كما تُضيءُ السُّرُجُ معبَدَ النَّصارَى. تشبيهُ التَمثيلِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...