الثلاثاء، 2 يوليو 2024

🌹قراءة في قصيدة ✍🏻صلاح المغربي

 قراءة صلاح المغربي .في قصيدة "إطلالة على بستان الهوى"

للشاعر علي اليدري علمي 


في هذه القصيدة الرائعة، تتجلى أمامنا روعة الذكريات وجمال الأحاسيس، حيث يستحضر الشاعر علي اليدري ذاكرة الزمن الجميل ويعيدنا إلى لحظات مضت من حياتنا، كأننا نسبح في بحر عميق من الذكريات.

نعود إلى الوراء ثلاثين عاماً ونيفاً، يعاد في الذاكرة ذكريات مريرة ولحظات سعيدة، وكأننا نعيشها من جديد في كلمات القصيدة ونغوص في أعماق الذاكرة كما ينغمس الغواص في عمق البحر.

تتساءل الأبيات الشاعرية عن الريحان الذي زُرع في أرض القلب، والعصفورة التي حلت في داخلنا بكل أنغامها العذبة وأحلامها الوردية، تسأل عن أسرار الزمن ودوامة الحياة ومفاجآت القدر.

تأخذنا القصيدة في رحلة سحرية عبر أرجاء الشوق والذكريات، كلما ازدادت قراءتها ازدادت الألوان التي تلون حياتنا، وكلما ازدادت الألوان اتسعت أفق البستان الذي نسير فيه.

بين أسرار الفرح وألوان الحزن، تعزف قصيدة الحياة سيمفونية من المشاعر المتضاربة، تتسع في ذهننا لوحات الشوق وتتدفق لحن الحب في أروقة الذاكرة.

وفي ختام القصيدة، يتأمل القارئ التساؤلات التي تطرحها كلمات الشاعر، ويعود للوراء بذهنه ليستلذ ذكريات جميلة ويبحر في أعماق العشق والماضي الذي لا يمحى.


قصيدة "إطلالة على بستان الهوى" للشاعر علي اليدري


إطلالة على بستان الهوى.


أعود ثلاثين عاما ونيفا،

على جسر الذاكرة.

أطل من شقوقها على بستان الهوى.

أتفقد الريحان الذي كنت غرسته.

كنت تعهدته بنظرات خجولة.

ولا شيء من أريج يتلصص الي السبيل.

سوى طيف أحمر اللون.

يسدد نحوي سهام العذل.

أكل الشوق هكذا، 

لافح جارح!؟

غادر، سديد الطعنات!؟

أشتهي زفة منه تأتي شفاء،

أتداعى رجاء.

وما يأتي غير طيفها الأحمر. 

يفاقم دمل الذاكرة.


أعود ثلاثين عاما ونيفا.

اتفقد عصفورة استهوت صدري قفصا.

حطت به طواعية، 

تتودد في رحبه استراحة.

ورددت من جميل الأناشيد، 

ما قرأته في لغة ألحاظها.

وعزفته حمرة خجل على الخدين.

فيا ويحي، كيف حال عصفورتي!؟

بعدما عبثت بأحلامها الأقدار.


أعود ثلاثين عاما ونيفا.

على جسر ذاكرتي المرهقة.

حملتني الذاكرة، على بغتة.

ودونما سابق اشعار،

إلى بستان الهوى..

يأخذني إليها الأحمر لونا.

تارة وردة في كفها.

تارة شالا على منكبها.

أتراها علي كانت تغدق النعيم.

أم هكذا تضرم اللهيب!؟


يعود ذاك المساء بتفاصيل الحكاية.

حنطت عقلها في دولاب.

ومنحت لقلبها مهمة القيادة.

فقادها دليل الهوى،

لطرق بابي مرتجى.

وما تمالكت دهشتي،

حين لاحت تضيئني بابتسامة.

لم تنبس ببنت شفة. 

واختزلت بنظراتها الشاردة،

سقوطها في شرك الغواية.

لعلها مثلي الان، 

تدون الحكاية قصيدة


---------------------

تحليل


*العناصر الرئيسية في القصيدة:*


1. *الموضوع:* 

   - تدور القصيدة حول *ذكريات الحب* والحنين إلى الماضي.

   - يستعيد الشاعر *تجربة عاطفية* من ثلاثين عامًا مضت.


2. *البناء والهيكل:*

   - القصيدة مقسمة إلى *أربعة مقاطع* رئيسية.

   - كل مقطع يبدأ بعبارة "أعود ثلاثين عاما ونيفا"، مما يخلق *إيقاعًا متكررًا*.


3. *الصور الشعرية:*

   - استخدام *الاستعارات* بكثافة، مثل "جسر الذاكرة" و"بستان الهوى".

   - توظيف *التشبيهات* مثل تشبيه الصدر بالقفص للعصفورة.


4. *اللغة والأسلوب:*

   - لغة *عاطفية وحسية* تنقل مشاعر الشاعر بعمق.

   - استخدام *أسلوب السرد الشعري* لنقل الذكريات والمشاعر.


5. *الرمزية:*

   - *اللون الأحمر* يتكرر كرمز للحب والعاطفة.

   - *العصفورة* ترمز إلى المحبوبة وحريتها.


*التحليل النقدي:*


- *البعد العاطفي:* نجح الشاعر في نقل *عمق المشاعر* وتأثير الذكريات على النفس.

  

- *التصوير الشعري:* استخدم الشاعر *صورًا حية ومؤثرة* تجعل القارئ يعيش التجربة معه.


- *البناء الفني:* التكرار في بداية كل مقطع يخلق *إيقاعًا موسيقيًا* يربط أجزاء القصيدة.


- *الزمن:* يلعب عنصر الزمن دورًا مهمًا في القصيدة، حيث يربط الشاعر بين *الماضي والحاضر*.


- *الرمزية:* استخدام الرموز بشكل فعال يضيف *عمقًا وغموضًا جماليًا* للقصيدة.


*الخلاصة:*

القصيدة تمثل *رحلة عاطفية* عبر الزمن، تجمع بين الحنين والألم والجمال. نجح الشاعر علي اليدري في خلق *تجربة شعرية غنية* تمزج بين الصور الحسية والعواطف العميقة، مما يجعل القارئ يتفاعل مع النص ويستشعر تجربة الشاعر الشخصية


----------------------------


في أعماق حقل بستان الهوى يتلاقى الحنين والألم في رقصة مؤلمة تأسر القلب. ترقص الأشجار العتيقة بأغصانها المتلألئة، تلقي الأمنيات بأنفسها كأمواج على شواطئ الذكريات، تاركة خلفها أثراً لا يُنسى.

في غابات الحنين في بستان الهوى العميقة، تضيء ذكريات الهوى وتتبدد أحلام الغد. يتضارب القلب بين لحظات الفراق والمرارة، يبحث عن أمل بين غصون الحنين وأشجار الألم.

أوراق الحب تتساقط كأوراق الخريف الذابلة، تشتت في أرض مبتلة بدموع الفراق والوحشة. تختلط أصوات الألم بانسجام رقصة الرياح، تضعف القلوب تحت وطأة الأوجاع، وتلتمس الأرواح الراحة في ذاكرة العذاب.

وسط هذا الظلام، يتوق القلب لنبضات السعادة وسط ضياء النور، يحلم بمستقبل يجلو كلمات الأمس ويمتلئ بالأمل والحب. ورغم التحديات والصعوبات، يتقدم بثقة وشجاعة عبر المسارات الصعبة للحياة، مؤمناً بأن الأفق الساطع ينتظره بكل جماله وروعته، لأنه يعلم أن الحياة تستحق العيش بكل معانيها وجمالها.


--------------------------


نحن جميعا نعود إلى بستان الهوى بأغصانه الزاهية، حيث تتفتح ذكرياتنا كالزهور الندية في أرجاء البستان. نعود إلى عقود مضت، كما لو كنا نعيش مرة أخرى تلك اللحظات الساحرة التي أسرت قلوبنا.

نحن جميعا نستحضر تلك الأوقات الجميلة، نتذوق نسمات الحنين ونبحث في أعماقنا عن تلك الحنطة الدافئة التي زرعتها فينا أحلامنا وتطلعاتنا. كانت ذلك الفترة من الزمن مليئة بالأمل والحب، ترافقت معها أوجاع وفرحات يصعب نسيانها.

نحن جميعا كأوراق تتساقط ببطء في فصل الخريف، تتلون بألوان الحنين والشوق. بين لحظة وأخرى، تتهادى مشاعرنا وأفكارنا في دوامة الذكريات، كما لو كنا نرقب قدوم الربيع الذي يحمل بطياته وعودا بالحياة والإنعتاق.

أشتاق لتلك الزفة الرقيقة التي تجسدت في أوتار الحب والشوق، أشتاق لهمسات الأمل التي تبعث في النفس روح الأمان والسكينة. ومع ذلك، تظل تلك الذاكرة الحمراء تهددنا بمزيد من الالتهاب والأسى، ونجد أنفسنا ينتابنا شعور بالحنين المؤلم إلى تلك الأوقات السابقة.

نحن جميعا نعود ثلاثين عاما ونيفا، إلى تلك الفترة الزمنية المميزة التي ترافقت فيها بريق الشمس مع أحلامنا الجميلة. نعود إلى عهد العصافير البريئة التي رسمت ابتسامة على شفاهنا وغمرتنا بألحانها الرقيقة.

نحن جميعا نعود إلى بستان الهوى، حيث تتراقص الذكريات بين أوراق الشجر وتملأ أروقتها برائحة الأزهار. نستحضر تلك اللحظات الساحرة التي عاشها قلبنا، ونخوض رحلة في أعماق الأمل والشغف، حيث يمتزج الحنين بالحب في رحلة لا تُنسى.

ذاك المساء يعود لنا في شتى تفاصيله، يحمل بين طياته أسرار العشق وجمال الحنين، نعود في هذه العودة المليئة بالشوق والانتظار إلى عالم من الأمل والوفاء. 


شكراً لك علي اليدري على إبداعك، على الكلمات الجميلة التي تسكبها بأسلوبك الراقي، والتي تمتزج فيها الإحساس والعمق. شكراً لك على تجسيد مشاعرنا وأفكارنا بكل احترافية، وعلى جعلنا نشعر بأننا جزء من قصة فنية متراصة بالحب والإبداع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...