أَطلِقْ لِسانَكَ لا زُلفـى، ولا كَذِبا
ولا رِيـاءَ، ولكـن تُنـصِـفُ النُّجُــبا
من مَعشَرٍ، من عَظيمِ الشَّأنِ مَنزِلَةً
أثرَوا بِها العِـلمَ، والأذواقَ، والأَدَبا
جادُوا لَنا بِفَتىً، شَــعَّتْ مَواهِــبُهُ
أحيا، تـُراثَـاً، مَجِيداً، عاطِراً، عَذِبـا
فَـتىَ، تمَــرَّدَ لا، يُعــطِي ضَريبَتها
تلكَ السـنينِ وما ، أعيا، وما رَهِـبا
أبا فُـراتٍ، وهذا السِّـفرُ، يَحمِـلُنا
كي نَمتَطي قُدُماً من مَجدِهِ السُّحُبا
وافَيتَ من (نَجَـفٍ) تَزهو بِجُبَّتِها
في طَيِّـها أدَبٌ، قَد ظـاهَـرَ الكُتُـبا
عانَيتَ من سَغَبٍ، أغـرَىٰ بِمُرتَقِبٍ
أحنـىٰ لكَ البأسُ، رائِـيَّاً، ومُرتَقِــبا
أو جاءَ ذو حَسَدٍ قد مَدَّ في سَبَبٍ
أن يُوهِنوكَ، فَأضحىٰ للعُلى السَّبَبا
أبا فـراتٍ، وفيكَ الجِـدُّ، ألهَـمَـنا
ما نفـعُـهُ العُمـرُ إن لم نَبـلُغِ الأرَبـا
أبا فُـرات، وفيـك اللّهـوُ، أوهَـمَنا
أذكىٰ بنـا نَـزَقــاً، أن نَعشَـقَ اللّعِــبا
ألّفـتَـها بِفَـتىً، كَهــلٍ، إذا اجتَمَعا
حـارت بهِ فِطَـنٌ، إن ثـابَ أو وَثَــبا
العـازِفُ اللّحـنَ أبيـاتاً، لِمُلتَـعِجٍ
الشاعِرُ الحُـزنَ، من نأيٍ، إذا اقتَرَبا
أبا فُـراتٍ، وهل في الشعرِ مَقتَلَةٌ
حتى نَرىٰ دُوَلاً، قد أحيَـتِ الطَّـرَبا
( يا دِجلَةَ الخيرِ )، أبيـاتٌ مُخَـلَّدَةٌ
ما أَيقَظَـت وَطَـناً، قد بات مُنتَهَبا
(يا دجلةَ الخيرِ) ما جَدوىٰ قَصائِدُنا
إن كُنَّ في غَرَضٍ، غيـرَ الذي وَجَبا
( يا دِجلَةَ الخيرِ) كم فِتنَةٍ حُبِكَت
ما أوهَمت، أبداً، حرّا وما اضطرَبا
( يا دِجلَةَ الخيرِ )، كم وَهنٍ، يُدافُ لَنا
ويَكرهُ الوَهنُ من، يَعـلو، وما تَعِـبا
( يا دِجلَةَ الخيرِ )، إنا لن نُبارِحَهُ
إسمَاً، ورسـماً، وتأريخـاً، ومُنتَسَـبا
أبـا فــراتٍ، وعُــذراً، عـن مُحـاوَلَـةٍ
أن يُنصِفَ، الغِـرُّ، فَحلاً، إن لهُ كَتَبا
وما رأى العُربُ من بُدِّ لكُم فَمَضَوا
أسمَوكَ شاعِرَهُم، فَخراً، ومُحتَسَبا
حسين المزود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق