📷
- الأماني وحدها لا تكفي –
ها أنت جالس تتمنى أن يكون لك قصر منيف وثروة طائلة وزيجة سعيدة ، غير أنه ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ,وأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
فان شئت أن يكون لك ما تتمنى وشاء أن يكون الحظ معك فقم من مجلسك واسع سعيا متواصلا دون كلل .
ان جهدك هذا لن يضيع سدى ، اذ لا بد أن تتوفر له عوامل النجاح لتفوز آخر الأمر .
ان الموسرين الذين جمعوا ثرواتهم – باستثناء فئة اللصوص – بدأ بعضهم من الصفر فكانوا عصاميين ، لم يضيعوا أوقاتهم بلا جدوى ، بل حرصوا أن تكون لكل ساعة من ساعات أوقاتهم نظاما لا يحيدون عنه ، متى يعملون ومتى يسكنون للراحة .
ان في سيرة هؤلاء الذين جمعوا الثروات ، ترى العجب في حياتهم ، كيف وقفوا على أقدامهم , وكيف صمدوا بوجه العواصف ، لا تلين لهم قناة حتى توجت أتعابهم بالثمرات اليانعة .
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه ترى هل كان هؤلاء سعداء ؟ وهل عرفوا حق المال الذي جمعوه ؟ وهل كان لهم وقت من التأمل في معنى وجودهم ؟
ان كانت لهم رؤية واضحة للحياة ولم يسرفوا على أنفسهم فلا بأس ، أما اذا تقاعسوا في تأدية ما وجب عليهم فقد ظلموا أنفسهم .
إن الأماني هي أحلام مشروعة غير أننا إذا فرطنا فيها فلا مقام لنا ولا تكون لحياتنا قيمة تذكر وسيكون الإحباط هو الذي فرض نفسه .
وقد قيل ( أن القناعة كنز لا يفنى ) غير أن القناعة ليست الركون في الزاوية المظلمة وانتظار ما يأتي به الغد دون أن نحرك ساكنا .
ربما تكون القناعة مغايرة للطمع لكن الطموح هو ما يبرر أن نحمل على عاتقنا مسؤولية اعالة أنفسنا وممن هم في كنفنا ، إذ لا حيلة لنا الا أن نتحدى الصعاب ونشق طريقنا بعزيمة وارادة .
إن الأماني وحدها لا تكفي للعيش وسط حياة قاسية بما فيها من متطلبات ومتغيرات .
فإذا لم يحالفك الحظ وبقيت فقيرا رغم كل ما تبذله من جهود فكن عفيفا ولتكن ثيابك نظيفة ، وقبل ذلك كله أن تكون في قلبك مساحة من النقاء .
أما اذا حالفك الحظ في مسيرة الحياة وأصبحت غنيا فلا تتجاهل ما كنت عليه ولا تكن بطرا ثم يعلوك الغرور لتنزلق في أخطاء لا تغتفر .
نحن جميعا لنا أمنيات غير أن أحلى الأمنيات هي أن نرى وطنا عامرا قويا شامخا تعلوه راية الحب والود والصفاء . بقلمي/ ناجح صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق