الأربعاء، 7 أغسطس 2024

🌹قلب بلا عقل ✍🏻عبدالسميع الشدادي

 قَلبٌ بِلا عَقل

..................


حِينما كانَ يُهيمنُ عليَّ عَقلي

 و يَستَبدُ بي الضَجرُ مِن طُول التَفكير المُتشَعب

 كنتُ الجأّ إلی خَلع عَقلي و ركنِهِ علَی رُفوفٍ 

مِنَ المَاء المَالح مَانِحَاً إياهُ إجازةْ إلی أجَلٍ مُسَمَی

 وَ هكذا أبقَیَ جَسَدَاًً عَارِياً مِنَ الحِكمَة و الوَقَار

 يَعبَثُ بِهِ القلبُ والعَواطفُ

 و صَخَبُ المَشَاعرِ المُتَضارِبَة

 و بَهذهِ الطَريقة كُنتُ أنسَلِخ عنِ الهُمُومِ

 و تَشعبَاتِهَا و قِضَايَا العَالمِ و زَلَاتِهِ

كُنتُ أسرحُ و أمرحُ و أستَرخِي

 في أجوَاءِ عَاطِفِية مُمتَزِجَة بالهَزِلِ

 و المَرحِ و الإنشِرَاح

 و أظلُ هَكذا حَتَی دَرَجة التَشَبُع

 و حِينمَا أشعُرُ أنَّ مَنسُوبَ القَلبِ 

قَد تَجَاوَوزَ الحَد الأقصَیَ من الإنغِمَاس في المَلَذاتِ

  أعُودُ أدراجي إلی حيثُ تَرَكتُ عَقلي فأرتَدِيهِ

 بَعدَ أن أكونَ قَد غَسلتُهُ سَبعُ مَرَاتٍ إحدَاهُنَّ بالماءِ

و هَكذا أكُونُ قَد نَزعتُ كُل سُلطَات قَلبِي

 و سلمتُهَا لعقلي الذِي بَدورِهِ يَبدأُ رِحلتِهِ

 مِن حَيثُ كَانَ يَنتَهِي

كاَنَ هَذَا حِينَما كُنتُ شَابَاً يَافِعَاً مُفعَمَاً بِالحَيويةِ 

و النَشَاط

 أمَّا اليَوم وقَد أصبَحتُ هَرِمَاً مُقعَداً

 أرتَدِي عَقلِاً مُلَبَداً بالزهيمر 

وَ قَلبِاً مُصَابَاً بالجَفافِ العَاطِفي

 نَظراً لأنَّه أصبَحَ مُزدَحِمَاً بالمَخَاطر و بالإنكسَارَات

 و برُوُحٍِ أصبَحَت بَدَورِهَا عُرضَةً للعَواصف الرَعدية والإضطِرَابَات

 فَقد أصبَحتُ بِحَاجة أكثرُ مِن ذِي قَبل

 إلی أربعةِ نِسَاء الأولَیَ تَمنَحُنِي عَقلَهَا

 لإدَارة قَضَايَا العَصر

 و الثَّانية تَمنَحُنِي قَلبَهَا لِإدَارة القَضَايا العاَطِفِية 

و الثَّالثَة تَمنَحُني ظِلَّها لِأتوَارَیَ من زَمهَرِير العُمر

 أمَّا الرَّابعة فَتسكُنني لَيلَاً و نَهَارَاً

 و تَتمَاهَیَ مَعِي كَطَيفٍ يُلَازمُنِي بلا نهاية .


.........................


عبدالسميع الشدادي


،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...