إلـــــى متى سنظل حبيسي مفاهيم تقليدية ترى في المرأة شرفا جنسيا لا غير … ؟
تتربى البنت و تكبر أنها بلا عقل و عقلها هو شرفها و ان تعليمها هواية
او مؤقت الى حين تلتقي بالرجل الذي يتزوجها و الذي هو من يختارها وليس هي
من تختاره
هل يمكن لرجل أن يدرك أن هناك امرأة يمكن لها أن تتفحصه وتختبره ثم يسقط في الاختبار لا…..؟. لقد تعود الرجل على أنه هو وحده الذي يفحص المرأة ويختبرها..
هل يمكن لرجل أن يدرك أن هناك امرأة يمكن لها أن تتفحصه وتختبره ثم يسقط في الاختبار لا…..؟. لقد تعود الرجل على أنه هو وحده الذي يفحص المرأة ويختبرها..
هو وحده الذي له حق الإختبار والإختيار.. أما المرأة فليس لها إلا أن
تقبل الرجل الذي يختارها.. رجل واحد أوحد.. ويعيش حياته كلها يقنع نفسه أنه
هو هذا الواحد الأحد..
إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في
المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على
أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة المرأة
في الواقع هي المدرسة الأولى التي تتكون فيها شخصية الإنسان، والمجتمع الذي
يترك أطفاله في أحضان امرأة جاهلة لا يمكنه أن ينتظر من أفراده خدمة صحيحة
أو نظراً سديداً… ؟
من هنــا تبدأ الحكاية و الازدواجية في المجتمعات العربية في التعامل مع
البنت و الولد و منظور العفة و الشرف المجتمعي المفروض على البنت دون
الولد و فكرة العذرية و مفهوم الأخلاق و الشرف المرتبطة بغشاء بكارة لدى
المرأة دون فرض أي قيود للرجل.
ماذا عن العذرية وجرائم الشرف عندما ينتهك الرجل شرف امرأة البنت تعاقب
لكن الرجل لا يعاقب اساسا القهر الأبوي يقوم على مفهوم الشرف الجنسي مع
أنه دينيا الخطيئة لا تفرق في الجنس بين الرجل و المرأة ..؟ احيانا القهر
الرمزي يكون اكثر بشاعة من القهر في الواقع .
عادة عندما نفتح مواضيع المرأة نجد التصنيفات المتعارف عليها و كأن
المجتمع مقسم الى خندقين الشرقي و الغربي الإباحية و التعصب إما ان تنتمي
لهذا او تنتمي لذاك
فكرة الازدواجية في المجتمعات العربية في مفهوم الجنس لدى النساء و
الرجال فهذه الازدواجية نجدها عند المرأة فتشعرانها عليها ان تختار أن تكون
محترمة و تفقد الشعور بذاتها او تكون غير محترمة و تحقق ذاتها بكل حرية
نعم قد يصبح الرجل المتمرد أو الثائر بطلاً شعبياً يحترمه الناس، لكن
المرأة الثائرة المتمردة تبدو للناس شاذة غير طبيعية أو ناقصة الأنوثة.
كما نجد نفس مفهوم الإزدواجية عند الرجال فمعظم الرجال عندهم انفصام
يريد زوجة عفيفة تختارها امه لم يلمسها رجل المرأة الصالحة لتكوين اسرة
شريفة تهتم بالأطفال و تربيتهم على الدين و الاخلاق ثم يشتكي من برود
زوجته الجنسي الذي يمارس بدافع الواجب احيانا ويذهب الى البحث عن علاقات
خارج إطار الزواج مع نساء أكثر جاذبية شغوف لهم لكنه لا يحترمهم و درجة
ثانية و يحتقرهن في نفسه لكن لا استغناء عنهن يعوضن النقص الذي يعاني منه
عند زوجته.
الواقع أن منظور العفة و الشرف المجتمعي المفروض على البنت فقط دون
الولد و حصرها في مفهوم العذرية رغم اننا مقتنعين في العمق انها عذرية
العقل و الفكر و الشخصية إذ لا ينفع ان نحجّم إنسانة كاملة لها عقل في
قطرات دم ليلة الزفاف حتى تثبت أنها شريفة ومتربية…….؟؟
و العديد من القصص عبر التاريخ التي تثبت مدى جهل الناس و الآباء بمفهوم
العذرية و كثير من المآسي و الموت و القتل بسبب جهل حقيقي بأنواع
غشاء البكارة بجسد المرأة بمعلومات جنسية لأن الجنس من الطابوهات التي لا
يجب أن نتكلم فيها مثل الدين و السياسة اما الجنس فهو عيب و حرام.
ليس عيبــا أننـّـا نخوض في الجنس ليس عيبا أن نصحح الثقافة الجنسية ليس عيب ان ننشر الوعي وسط النساء
نحن نحارب الموروث الثقافي الخاطئ بفكر تنويري هذه هي الثورة الحقيقية
ثورة عقل و فكر لا ثورة تكفير و تفجير وجعل المرآة نموذج محترم يقتدى به و
الشباب هو اكثر ليونة لتغيير الفكر السائد لأنه صعب وليس مستحيل ان تقنع
كهلا انهى حياته بتغيير ما يعتقد و يؤمن به من أفكار خاطئة .
نحن في حاجة الى إعتبار الجنس نشاط انساني و ليس نشاط تناسلي فليس الجنس
خاص بالجهاز التناسلي فقط و أول عضو في جسم الانسان يتعلق بالجسم هو
العقل هذه حقائق طبية و الناس لا تعرف معنى الجنس فهذه الكلمة مخيفة لدى
الكثيرين أو مجهولة لأن الجنس لا يدرس في المدارس نريد تحويل الجنس من
عملية تناسلية إلى عملية إنسانية تتعلق بالحب و المشاعر فالجنس لا يباع في
السوق….! لا يباع بالمهر في سوق الزواج….! ليس طفلة عمرها 10
سنوات تتزوج كهلا عمره 70 سنة هذا هو البغاء المقنع تحت اسم الزواج…..!
طبعا الملابس لها وظيفة تتعلق بالجو فالشتاء تلبس ما يغطي كامل جسدك و
في الصيف تلبس ملابس خفيفة و ليس التعري…! الملابس ليس لديها وظيفة
أخلاقية بل طقسية لماذا إذن تغطى المرأة و لا يغطى الرجل….!
لماذا تتحجب المرأة …؟ لأن الرجل عينه شهوانية فينظر اليها فتفسد
الاخلاق فهذا الرجل هو الذي يجب ان يُحجّب لأن عينه فاسدة فالنظرة الاولى
لك و الثانية عليك فلا حجة لك أيّها الرجل الا بتغطية عينك و حجبها او
قلعها…..!
الرجل له شهوة والمرأة أيضا لها شهوة هل نغطي الرجل أيضا لأن المرأة
تشتهي الرجل أم أن المرأة أقوى من الرجل حتى تتحكم في شهوتها أكثر من
الرجل هذا هو التناقض.
و بنات كثيرين غير مقتنعات بما يفعلنا لكن خائفات من مواجهة مجتمعاتهم و
الخروج عن المألوف فغالبا ما ينافق الكثيرين و يكذبون فقط لأنهم ليست
لديهم الجرأة الكافية لفتح جبهات و حروب فيستمتعون بالغباء الموجود حاليا
على أمل ان يأتي شخص ينطق و يغير و يحارب في مكانهم ثم يعتبرونه بطل قومي
لأنه تجرأ طبعا و هناك من يعتقد أن دعوة التحرر هو دعوة إلى أن تذهب
المرأة و تخرج مع الرجال و هذا ما يسمى إنفلاتا بالعكس يجب ان تكون المرأة
مستقيمة تهتم بجوهرها تحترم نفسها و جسمها وتكون علاقة عاطفية والرجل لازم
يكون مستقيم لو فيه علاقة حب يتزوجوا او لا هم أحرار لهم حق الاختيار و
الدولة لا تتدخل في العلاقة بين الرجل و المرأة …. هي كانسان متكامل
الانسانية تحترم نفسها و جسمها تــتزوج بالطريقة التي تــراها هي مناسبة
لا ادري كيف تعيش المرأة بدون هدف و كيف تجعل الزواج هدف ؟ لماذا نرى
تجارب فاشلة عن الزواج تتزوج المرأة مرة و اثنين لكنها لا تستمر بسبب عدم
احترامها و اهانتها ككيان و الغاء وجودها و حصر مفهومها في التناسل و
الانجاب….؟
على الزواج ان يبنى على العدالة و الكرامة و الا لا يسمى زواجا بل رقـــاً وعبودية .
المرأة عليها ان تكون لديها كرامة تقدر نفسها و تحترم ذاتها و كينونتها
تكون حرة تحرر نفسها من القيود بمعنى أن تتحرر من العبودية و لا تسمح أن
تكون جسدا ً أو أن تكون لهــا تاريخ منتهي الصلاحية …..! عندما تملكين نفسك
لن يستطيع أي رجل ان يجعل لك تاريخ صلاحية.
انا املك جسدي و حرة دون ان أتعرى و دون ان أغطي معظم جسدي أو كلــه أن
أكون إمرأة حرة يعني أن أكون مستقلة لدي كرامة أدافع عن العدل لا أسمح
لغيري أن يضربني أن يهينني أن يهمشني أن يجعلني مجرد وسيلة لـــلمتعة.
في الأخير فكرة الجنس نفسه ليس عيب و فكرة الحب نفسها ليس عيب والمرأة
عليها أن ترى نفسها و تحارب حتى تثبت ذاتها و ترسم إطاراتها الخاصة و لا
يفرض عليها إطار إجتماعي…!
الازدواجية يجب أن تلغى لا يوجد نساء باردات للبيوت و نساء جذابات
للجنس عليها ان توحد نفسها و على الرجل ان يبطل يحكم على المرأة بمنظارين
هذا المفروض نحاربه فكل واحد يضع دوره الاجتماعي لنفسه و يعيش حياة صحيحة و
سوية خالية من النفاق الإجتماعي و ليس لأحد آخر أن يرسم له الدور الذي
يجب أن يلعبه في مسرحية الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق