أتذكر جيدا ً..!
”.. ذلك اليوم الذي كنتُ فيهِ وحيدا ،في معركةٍ ضروس ، ضد جيوشِ اليأس ،ضد واقعٍ تشيرُ كلِ مُعطياته ، أني في عِلمِ الإحتمالات ! ، إما مهزومٌ أو مهزومُ ، و إن نجوتُ بمعجزةٍ ، ففي أطرافِي شللٌ ، و ظهري مقسومُ ..“
أتذكرُ أيضا!..
” ..أني حينها واجهتُ همومي ، فلي مع الإستسلامِ خصومةُ دهرٍ ، و الشوقُ ينزعني لرؤيةِ النصرِ ، وقد نكلَ العدو بوجودِ أقاربي ، و أبدلَ فِنائهم فَناءاً ، ودورهم قبوراً ..“
أكملتُ ..!
”.. و ووقتها كنتُ قد فقدتُ سِلاحي ، وما تبقى من شجاعةٍ خلفَ البّارود..“
قد مرت أيامي..!
”.. ولازلتُ على ذاكَ الحال ، يحاصرني العّدو من كل بابٍ ، و تخنقني عبراتُ الفقدِ و أنا الصابرُ الآواب ، لا أنا إنتصرتُ فتعالى المدحُ والثناء ، و لا أنا مّتُ فأقاموا العزاء..“
ولي في الغّدِ..!
”.. مُستقبلٌ مجهول ، يزرعُ في ملامحِي بذرةَ الذهول ، و يسقيها بماءِ حنظلٍ ، لا ينتظرُ من نباتهِ غيرَ الذُّبول ..“
فلو كنتُ شوكاً.. !
”.. لإخضّرت أوراقي ، و فاحَ عبيري في كلِ واد ، و لسعتُ هذا وذاكَ دونَ هوادٍ ، و هزمتُ عدوي بضربِ العِصيِّ ، و وخزِ الخناجرِ الشنيعِ ، آثرهُ للناظرينَ بادٍ..“
فما الذنبُ..!
”.. الذنبُ في إعتقادي طيبةُ القلبِ ، فكلُ طيبٍ بالضرورةِ يتعذب ، وله في ثنايا الخُطوبِ ، كل يومٍ خطبٌ فخطب ، إن سرهُ ما دهاهُ زادَ عذاباً ، و إن نفر مما آتاهُ حُرمَ الثواب..“
| شآهدٌ عَلى العَصر | أرشيف |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق