''.. الرّجُل المثالي في هذا العالم ، هو صاحبُ المالِ لا غيره ، وسيمٌ و
إن كان من سُلالةِ الضفادع ، حديثهُ عذبٌ و إن كانَ لا ينطقُ غير البذاءةِ و
الشّتائم ، في صمتهِ هيبةٌ ووقارَ و إن كانَ تكبُرًا ، ضحكتهُ نغمةٌ هادئة
، و إن كانت قهقهةً توقظُ النّيام ، و تُزعجُ سُباتهم ، ياه على رأي المثل
( كله على بعضه حلو) ، دع عنك الأوصافَ الرّنانة ، فـ للنقودِ قُدرةٌ
عجيبة لتحويل الثمالة و المِثلية إلى مِثالية ، من أجل هذا بدل الناسُ
دينهم و قلوبَ محبيهم من الفقراء و
المُستضعفين ، بدلوا أفكارهم و مبادئهم بحفنة من الدراهم المعدودات ،
مثاليةٌ للبيع فهل من مشتري ، وما أكثر الطلب على الأشياء التي أغلى قيمها
أنها تُقاسُ بالمال ، و في أطرافِ السّوق ما أغلى من المال ومن أربابِ
المال ، نوادرٌ لا تُقاسُ بالمالِ مهما تعاظم ، قلوبُ الصادقين ، و أفكارُ
المهمومين ، و أصواتُ المحزونين ، وضحكاتُ البُسطاء ، ولكن هيهات هيهات أن
تجد من يلتفت لها ، إنها لا تدخلُ في معاجمِ المثاليات المادية ، إنها
أمورٌ تتعلقُ بالروح ، و لا وُجودَ لمن يفقهُ الأرواح في ظل تفشي الأجسام و
الأجساد. مسكينٌ ذلك الذي لا يملك غيرَ المال ، لن يصادف في حياته سوى من
يحتاجون المال ولا غيرَ المال ، و لن يُصبح لمثاليتهِ أي معنى بمجرد أن
يأخذوا ما يحتاجونهُ من مثاليته .. ''

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق