الأحد، 1 أبريل 2018

باقةُ_نفاقٍ_أخرى_على_القبر بقلم شاهد على العصر

لقد كانَ حضوره باهتا ، و لم يسعى يومًا لجلب الإنتباه ، و كان يمر كأي عابر سبيل لا يُلقي له الناسُ بالًا ، إلا أن رحل ، و فجأة صارَ الحميعُ يعرفه ، حتى أنهم من فرط النفاق ، إستجمعوا باقةً من جميع الورود التي بخلوا عليه بها في حياته و وضعوها على قبره عرفانا بصنيعه الذي لم يروه أو بالأحرى الذي لم يريدوا رؤيته قبل ذي قبل ، و الذي سينسونه بعد ذي بعد و ينصرف كل ذي زيفٍ الى زيفه ، إن صحَ تعبيرُ الإنصراف البعدي لأن الناسَ مَنصرفة في حضورها ..
ما حدثَ معه سيحدثُ معي ومعك و مع غيرنا ، إن الناسَ في بلدتي اللعينة كرماء معَ الموتى يومَ دفنهم فقط ، و سيُنسونَ بعد ذلك كأنهم لم يكونوا .. يُنسونَ بالضبط كما نسوهم طيلة حياتهم ، إن كرمنا و ذاكرتنا قصيرين و صالحينِ لمدة يوم واحد و للأسف هو ذاك اليوم الذي نغادرُ فيه مقامنا الحاضر إلى مقامِ الغائب المبني للمجهول مقامُ اللاعودة .. ولو علموا اننا نعود لزالَ الكرم حتى في بعض ذاكَ اليوم الذي نتغنى به كثيرًا..
اللّهمَ إن كانَ الناسَ سيحبونني و يتذكرونني بعد موتي فقط فلا تجعل لي نصيبا من حبهم الزائف هذا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...