الأربعاء، 25 أبريل 2018

قصة (التأشيرة) .. بقلم المبدع حازم قطب


قصة (التأشيرة):
في صباح يومٍ من أيام شتاء بلادنا الدافئة ،حيث الشمس تطل علينا حينًا وتغيب عنا أحيانًا.
كان محمد يجمع حاجياته الضرورية في حقيبته ؛ استعدادًا لرحلة المجهول التي عزم على القيام بها.
 فلقد ضاقت به الحياة ، وتقطعت به سبلها الكريمة بعد أن قضى قرابة الثلاثة أعوام بعد تخرجه من الجامعة في البحث عن عمل يتناسب مع مؤهله العالي ؛ دون جدوى. 
 والذي اضطره إلى الالتحاق ببعض الوظائف التي لا تتناسب مع قدراته ولا تلبي له طموحاته التي طالما حلم بها خلال سنوات دراسته حتى تخرجه من كلية التجارة.
 فلقد كان يحدوه الأمل في أن يعمل بإحدى البنوك ؛ مرتديًا بدلته الأنيقة ، و نظارته الشمسية في طريق ذهابه إلى البنك الذي سيعمل به.
 ولأن محمد كان من الطبقة المتوسطة شأنه شأن معظم أفراد المجتمع في مصر ؛ لذا لم يستطع تحقيق حلمه.
فهذه الوظيفة المرموقة تقتصر فقط على ذوي النفوذ ومن يمتلكون الوساطة لكي يلتحقون بها.
لكل هذه الأسباب السابقة ؛ لم يستطع محمد التأقلم مع الوظائف التي التحق بها.
 وفي نهاية الأمر عزم على الهجرة ؛ لعله يحقق طموحاته في الحياة على أرضٍ غير أرضه ، وبين بشر غير أبناء وطنه الذي لم يستطع احتضانه وتوفير العمل المناسب له.
لكن حتى هذا لم يكن ميسرًا له.
فالهجرة الشرعية لها شروط قاسية ؛ لو كانت متوفرة لديه لما فكر في الهجرة من الأساس.
لذا لجأ إلي الهجرة غير الشرعية التي يلجأ إليها كثير من الشباب الذين يعانون نفس ظروفه.
والذين لا يستطيعون الحصول على تأشيرة السفر الشرعية.
من هنا بدأ محمد في اقتراض المال من معارفه واعدًا إياهم برده حالما يهاجر ويحصل على وظيفة.
 لكن ما تم جمعه لا يكفي مصاريف تلك الهجرة،مما اضطره إلى اللجوء لوالدته أم محمد مترجيًا إياها أن تبيع مصاغها التي تعض عليها بالنواجز مخافة غدر الزمن وتقلباته.
وأمام توسلاته وإصراره على الهجرة ؛ رضخت والدته لطلبه.
 وها هو محمد يعد حقيبته معلنًا الرحيل ، وتقف خلفه والدته محتضنة أخوه حسام الصغير ، ودموعها تترقرق في عينيها.
 فهي ليس لديها غير هذين الولدين بعد أن رحل زوجها منذ أعوام للعمل في ليبيا وانقطعت أخباره عنها منذ أن فارقها ولا تعلم عنه وعن أخباره شيء.

ونستكمل باقي القصة غدًا إن شاء الله
مع تحياتي
#حازم قطب#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...