السبت، 28 أبريل 2018

التأشيرة .. الجزء الرابع .. قصة بقلم المبدع حازم قطب


الجزء الرابع من
 قصة(التأشيرة)

علت الدهشة من جديد وجه محمد ورفاقه!!!
ماذا يفعل هؤلاء الأطفال في مثل هذا المكان ، وما هي حكايتهم.
هنا بدأ الحوار بين محمد ورفاقه بعد أن تركهم الرجلان موثوقي الأيدي والأرجل ورحلا.
 بادر محمد رفيقيه الحديث (وقد بدت على ملامحه علامات الخوف والرعب ، و ظهرت في نبرته الخافتة المتقطعة حالة القلق الشديدة التي يعانيها).
ماذا يحدث لنا ، وماذا فعلنا حتى يتم توثيقنا و تقييد حريتنا.
 هنا رد عليه أحدهما بلهجة غير مصرية لا تخلو من الرعب والخوف أيضًا ، يبدو أننا وقعنا في يد عصابة محترفة الإجرام وأننا أصبحنا في ورطة كبيرة.
 هنا بدأ محمد يلملم شتات نفسه المبعثرة و يسترجع رباطة جأشه حتى يستطيع التفكير ومواجهة الموقف الحرج الذي
يمر بهم.
 ثم قال: أنا أعلم أن الموقف ليس مناسب ، لكن لابد لنا من التعارف أولًا حتى يسهل الحوار بيننا ونستطيع التواصل والتفكير في حل يخرجنا من هذه الورطة.
معذرة فأنا لم تتاح لي الفرصة للتعرف بكما ، فنحن لم نلتق إلا على سطح ذلك الزورق المشؤوم وأنا كنت أجلس بعيدًا عنكما.
أنا محمد من محافظة سوهاج من صعيد مصر ، وأنتما.
فأجابه أحدهما قائلًا :
وأنا نجيب من تونس العاصمة وهذا صديقي وجاري علي.
 وقبل أن يسترسل في الحديث ، سمع أحد الأطفال يجهش بالبكاء ، منزويًا في أحد الأركان ، وقد بدا على جسده النحيل الهزال ، و علا الشحوب وجهه الحزين.
فبادره نجيب بالسؤال؟
ماذا يبكيك يا صغيري ، وما سبب وجودكم هنا.
 قال الطفل ببراءة الأطفال المعهودة ، وفي نبرة متقطعة ، يتخللها فترات من الإجهاش بالبكاء ، لا أعلم يا عمي ، كل ما أذكره ، أنني كنت ذاهب لشراء قطع الحلوى من البقالة المجاورة للمنزل قبل أن تقابلني إحدى السيدات اللائي ترتدين الحجاب وأخبرتني بأنها صديقة والدتي وأنها حضرت لزيارتنا . ثم طلبت مني أن أرافقها إلى سيارتها كي أساعدها في حمل اللعب والهدايا التي أحضرتها لي خصيصًا.
 وهناك حينما كنا على بعد خطوة من السيارة ، قربت وردة جميلة كانت بيدها من أنفي وقالت لي شم رائحتها العطرة ؛ وبمجرد أن بدأت في استنشاقها ، شعرت برغبة شديدة في النعاس ثم فقدت وعيي بعدها ، ولم أدرِ بنفسي إلا وأنا في مكان مهجور على الشاطئ قبل أن يحضر زورق صغير ويصطحبني أنا ومجموعة من الأطفال إلى هذا المركب.
هنا أمسك علي بطرف الحديث ، ثم قال للطفل ما اسمك يا صغيري.
رد الطفل ، أنا حسن.
قال علي: وما هي بلدك ووظيفة والدك.
قال الطفل : أنا مصري من محافظة الفيوم ، ووالدي يعمل مدرس إبتدائي.
وبينما هم كذلك يتبادلون أطراف الحديث مع الطفل ، ويكملون التعارف.
 إذا بالرجلين يعودا إدراجهما من جديد ؛ ولكن هذه المرة يرافقهم مجموعة من الرجال يحملون كاميرات تصوير ومعدات تشبه تلك التي يستخدمها رجال السينيما في عملهم.
 وبمجرد ظهورهم ؛ تعالت صيحات الآطفال بالصراخ ؛ وظهر على وجوههم حالة من الرعب الشديد ، وشرعوا في حالة من البكاء الهيستيري.
فما سبب هذه الحالة التي انتابت الأطفال ، وما قصة هذه الكاميرات والمعدات السينيمائية.
 هذا ما سنعرفه في الجزء القادم.

لكم تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...