الجزء الرابع من
قصة(التأشيرة)
علت الدهشة من جديد وجه محمد ورفاقه!!!
ماذا يفعل هؤلاء الأطفال في مثل هذا المكان ، وما هي حكايتهم.
هنا بدأ الحوار بين محمد ورفاقه بعد أن تركهم الرجلان موثوقي الأيدي والأرجل ورحلا.
بادر محمد رفيقيه الحديث (وقد بدت على ملامحه علامات الخوف والرعب ، و ظهرت في نبرته الخافتة المتقطعة حالة القلق الشديدة التي يعانيها).
ماذا يحدث لنا ، وماذا فعلنا حتى يتم توثيقنا و تقييد حريتنا.
هنا رد عليه أحدهما بلهجة غير مصرية لا تخلو من الرعب والخوف أيضًا ، يبدو أننا وقعنا في يد عصابة محترفة الإجرام وأننا أصبحنا في ورطة كبيرة.
هنا بدأ محمد يلملم شتات نفسه المبعثرة و يسترجع رباطة جأشه حتى يستطيع التفكير ومواجهة الموقف الحرج الذي
يمر بهم.
ثم قال: أنا أعلم أن الموقف ليس مناسب ، لكن لابد لنا من التعارف أولًا حتى يسهل الحوار بيننا ونستطيع التواصل والتفكير في حل يخرجنا من هذه الورطة.
معذرة فأنا لم تتاح لي الفرصة للتعرف بكما ، فنحن لم نلتق إلا على سطح ذلك الزورق المشؤوم وأنا كنت أجلس بعيدًا عنكما.
أنا محمد من محافظة سوهاج من صعيد مصر ، وأنتما.
فأجابه أحدهما قائلًا :
وأنا نجيب من تونس العاصمة وهذا صديقي وجاري علي.
وقبل أن يسترسل في الحديث ، سمع أحد الأطفال يجهش بالبكاء ، منزويًا في أحد الأركان ، وقد بدا على جسده النحيل الهزال ، و علا الشحوب وجهه الحزين.
فبادره نجيب بالسؤال؟
ماذا يبكيك يا صغيري ، وما سبب وجودكم هنا.
قال الطفل ببراءة الأطفال المعهودة ، وفي نبرة متقطعة ، يتخللها فترات من الإجهاش بالبكاء ، لا أعلم يا عمي ، كل ما أذكره ، أنني كنت ذاهب لشراء قطع الحلوى من البقالة المجاورة للمنزل قبل أن تقابلني إحدى السيدات اللائي ترتدين الحجاب وأخبرتني بأنها صديقة والدتي وأنها حضرت لزيارتنا . ثم طلبت مني أن أرافقها إلى سيارتها كي أساعدها في حمل اللعب والهدايا التي أحضرتها لي خصيصًا.
وهناك حينما كنا على بعد خطوة من السيارة ، قربت وردة جميلة كانت بيدها من أنفي وقالت لي شم رائحتها العطرة ؛ وبمجرد أن بدأت في استنشاقها ، شعرت برغبة شديدة في النعاس ثم فقدت وعيي بعدها ، ولم أدرِ بنفسي إلا وأنا في مكان مهجور على الشاطئ قبل أن يحضر زورق صغير ويصطحبني أنا ومجموعة من الأطفال إلى هذا المركب.
هنا أمسك علي بطرف الحديث ، ثم قال للطفل ما اسمك يا صغيري.
رد الطفل ، أنا حسن.
قال علي: وما هي بلدك ووظيفة والدك.
قال الطفل : أنا مصري من محافظة الفيوم ، ووالدي يعمل مدرس إبتدائي.
وبينما هم كذلك يتبادلون أطراف الحديث مع الطفل ، ويكملون التعارف.
إذا بالرجلين يعودا إدراجهما من جديد ؛ ولكن هذه المرة يرافقهم مجموعة من الرجال يحملون كاميرات تصوير ومعدات تشبه تلك التي يستخدمها رجال السينيما في عملهم.
وبمجرد ظهورهم ؛ تعالت صيحات الآطفال بالصراخ ؛ وظهر على وجوههم حالة من الرعب الشديد ، وشرعوا في حالة من البكاء الهيستيري.
فما سبب هذه الحالة التي انتابت الأطفال ، وما قصة هذه الكاميرات والمعدات السينيمائية.
هذا ما سنعرفه في الجزء القادم.
لكم تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق