الأحد، 29 أبريل 2018

التأشيرة .. الجزء الخامس .. بقلم المبدع حازم قطب

الجزء الخامس
 من قصة (التأشيرة)

لكن ما سبب حالة الرعب والبكاء الهيستيري الذي أصاب الأطفال بمجرد عودة الرجلين ومعهما فريق التصوير.
 هذا ما أثار دهشة محمد و رفيقيه ، وكذلك بث في نفوسهم الهلع والرعب ، وكأنها عدوى أنتقلت إليهم دون أن يدروا.
 هنا بدأ الرجل الأسود قوي البنية (الذي تحدثنا عنه في السابق) في الحملقة بوجوه الأطفال ليرى أيهم أكثر فزعًا ورعبًا ، كي يبدأ بهِ.
 آه لو يعلم هؤلاء الأطفال الأبرياء أن معيار الاختيار هو مدى الفزع والرعب الذي يبدو على وجوههم ؛ إذا لأخفى كل منهم رعبه في أعماقه ولرسم على وجهه علامات الهدوء واللامبالاة.
ولكن كيف يعرف هؤلاء الأبرياء ما يدور بخلد أولائك المجرمون الدمويون.
 وحتى لو عرفوا ؛ كيف يتسنى لهم إخفاء ما يشعرون به ، وهم لازالوا في عمر الزهور ، ولم يكتسبوا بعد صفات الخبث والدهاء التي يتحلى بها الكبار.
ولقد كان الطفل حسن ، هو من أكثر الأطفال رعبًا وهلعًا.
فهو يعاني منها حتى قبل قدومهم.
 ألم يك يجهش بالبكاء منذ قليل أثناء حديثه مع محمد و رفيقيه ، ألم يك يجتر أحداث اختطافه من حضن أهله ، و من حياة الأمان والطمأنينة التي كان يحياها في كنف والديه.
لذا قد وقع عليه الاختيار !!!
 وتقدم الرجل الأسود ، ينتزعه من بين الأطفال في غلظة ووحشية وسط صرخات حسن المدوية وتوسلاته التي تدمى لها القلوب وتدمع لها العيون.
وهنا صرخ محمد قائلًا:
 اتركه إيها المتوحش ، ألا ترى ما به من فزع ورعب ، أليس في قلبك رحمة أو شفقة ، أليس لديك أطفال في مثل عمره.
لكن الرجل لم يكلف نفسه مشقة الرد على محمد أو حتى النظر إليه.
ثم أخذ الطفل إلى المكان المعد للتصوير ، وهنا بدأت المأساة
الحقيقية والتي كانت السبب في فزع الأطفال و رعبهم.
 فما كانت معدات التصوير ؛ إلا لغرض أخذ مشاهد للتعذيب الوحشي ، والتي يظهر معها صراخ الطفل وعلامات الألم الرهيب على وجهه مع كل ظفر من أظافره يتم انتزاعه ، أو قطعة لحم صغيرة من جسده النحيل ، يتم تقطيعها بأدوات تم إعدادها خصيصًا لهذا الغرض.
 وكانت قلوب محمد ورفيقيه تتقطع مع كل مشهد من مشاهد التعذيب ، بينما تتعالى ضحكات أولائك الدمويون ، وتضيع وسطها صرخات الطفل المسكين.
 واستمر التعذيب فترة ليست بالقصيرة ، إلى أن فقد المسكين وعيه ، و ذهب في غيبوبة طويلة ، تلاشت معها صرخاته ، وضاعت معها ملامح الرعب والهلع التي كانت مرسومة على وجهه البريء.
 وهنا فقط توقفوا عن التعذيب ، وتم استدعاء فريق طبي لإفاقته و تضميد جراحه ، والتعامل مع حالته السيئة التي أصبح عليها.
ثم تم اختيار طفل جديد ، لتبدأ الحكاية مرة أخرى وبنفس التفاصيل السابقة.
 لكن ما الغرض من أخذ هذه المشاهد الدموية لتعذيب الأطفال ، وماذا يفعلون بتلك المشاهد بعد أخذها ، ولماذا يحرصون على بقاء الأطفال أحياء ، ويقومون بإسعافهم وعلاجهم بعد الانتهاء من عمليات التعذيب ، وأخذ تلك المشاهد الدموية.
 كل هذا وأكثر ، سنعرفه في الجزء القادم.

مع تحياتي
#حازم قطب#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...