الاثنين، 10 سبتمبر 2018

انتقام .. بقلم حليمة نور الدهيري / منتدى الثقافة والفنون

إنتقام
عاشت حياتها محرومة من والديها ،أعطياها وهي صغيرة للخدمة في البيوت وتعرضت لمآسي موجعة. تركت أثرها العميق ... 
حاولت تربية إبنتها بالعفة ولقمة الحلال.
ذهبت بعيدا عن مكان الحادثة حيت ولدت إبنتها ولا أحد يعرف قصتها كانت صغيرتها تشبه كثيرا أباها المتخلي عنها. 
تربت في بيت صغير وهي طفلة عندها من العمر ثلات سنوات لا تفقه شيئا .
كانت وحيدة أمها التي كانت لا تراها الإ ليلا لظروف عملها وبما أنها كانت مقطوعة من شجرة. لا تعرف لها عائلة .
اللهم جارتها أم أحمد التي كانت تكل لها حراسة إبنتها طول يوم غيابها ، لأنها تشتغل نادلة بمقهى تعمل الفطائر والحرشة والشاي والقهوة ، ولاتنتهي من عملها الا مساءا بعد أن تكون منهكة القوى ..
كان معروفا عنها العصامية والمعقول في الليل تأخد إبنتها من عند ام أحمد وتدخل البيت لتهيئ لها ولإبنتها شيئا يأكلانه،
و بعد أن تؤدي ما عليها من فرائض وتنظف البيت تخلد للنوم في إنتظار يوم آخر ربما يأتيها بالفرج والفرح . كان حلمها ان تحقق لإبنتها مستقبلها ،كانت منطوية على نفسها لا يعرف عنها شيئا لا في العمل ولا في الدرب لا تصاحب أحد . كانت تتعمد إعتزال الناس و تحاول ما أمكن أن تخفي ماضيها الأسود .
هي في الاصل من مدينة القصر الصغير من أسرة فقيرة. أعطاها والديها وهي بنت عشر سنوات للخدمة في البيوت. وكان لا يهم والديها الا المبلغ المادي آخر الشهر ولا يسألان عن رؤيتها ، وهكذا كانت تكبر يوما بعد يوما تبرز معالم أنوثتها ويظهر جمالها صارخا للعيان وكانت للأسرة التي تشغلها ابنا مدللا كيف لا ؟ وهو وحيد والديه الميسورين فأبوه يعمل في السلك الدبلوماسي التابع للقنصلية الفرنسية ،وأمه موظفة سامية . وكانت طلباته أوامر تنفذ ،كان فتى فاشلا في الدراسة وكانت أمه تزيد من دلعه وتغطي على كل أخطائه وزلاته ، ؟حتى انه أصبح يتعاطى المخدرات والخمر .
في إحدى الليالي دخل شيئا ما مخمورا وطلب العشاء ولَم تكن أمه بالبيت كانت معزومة لحفل عشاء مع بعض صديقاتها وجاءته الخادمة بالأكل وقعت عينه عليها ، أعجب بها وقرر ان تكون له .
نعم هو ابن الأكابر ولا يستعصي عليه شيئ ، جميع طلباته تلبى ، كانت ذات عفة امتنعت وأرغمها على الشرب ولما تمكن منها الشراب ، قام لها كالوحش الكاسر وفض بكارتها ولَم يهتم لصراخها و هكذا تم آغتصابها بدم بارد ، وتركها مرمية في الصالون شبه عارية . 
في ساعة متأخرة من الليل دخل الأبوان . نادت الام الخادمة فهي لا يحق لها النوم او الاستراحة حتى ينام كل من في البيت استغربت لعدم تواجدها ، بدأت دورتها التفتيشية. وإذ بها تتفاجأ بالصورة التي شاهدت عليها الخادمة. وقارورات الخمر المرمية ، حركتها ولَم تبدي حراكا أخدت بعض الماء البارد ورمتهابه فآستفاقت وهي شبه مذعورة ومخمورة. وثيابها ممزقة. بدأت تبكي بهستيرية ، عرفت حجم خسارتها لقد كانت عذريتها بدأت تواسيها وطلبت منها ان تستحم وتغير ملابسها ووعدتها أن يبق الامر سرا حتى يعمل ولدها وتزوجها منه ، وهكذا ضحكو على المسكينة وكانوا يهيئون لإبنهم أوراق السفر الى بلد أجنبي .
مضى شهر على الواقعة كان الابن قد سافر والمسكينة تنتظر أن توفي الام بوعدها للأسف لم يحصل شيئا من هذا ، وبدأت تحس بالدوار عرفت ربة البيت أنها حامل فدبرت لها مكيدة للتخلص منها باقل ضرر. وسرقتها بعض الذهب كانت قد جعلته في رزمة ملابسها ولها خياران إما ان تنفذ بجلدها او تدخلها السجن. وكانت المسكينة تعرف جبروت السيدة وقدرتها ففضلت ان تمضي بسلام وتتنكر لوالديها. وتبدا حياتها من جديد وفِي أحشاءها ابن منهم . 
مضت الايام بطيئة وجاءت ساعة المخاض ورزقت ببنت وقررت أن تجنبها الويلات والألم الذي عاشته.. فِي داخلها بركان يغلي من الحقد على ان تنتقم من المجرم الحقيقي الذي ضيع مستقبلها ويتم ابنتها وتنكر لها . 
وكانت تستقصي عن أخباره دائما إلا ان كانت في أحد أمسيات الصيف تهيئ نفسها للخروج من المقهى وإذ باربعة من الشباب يدخلون يريدون القهوة والشيشة عرفته رغم التغيير. لقد مرت اربع سنوات على الحادثة فقررت الرجوع لخدمته لتعرف عنه الكثير ناولتهم القهوة واتى لهم النادل بالشيشة وكانت بالقرب منهم تسترق السمع وتتظاهر بخدمة الآخرين. رغم فقرها وثيابها الرثة كانت لمسة الحسن والجمال بادية على محياها الجميل وقوامها الرشيق ، إنتبه لها أحد الأربعة وكلم الآخرين عنها فالتفتو في لحظة كلهم ليكتشفو انها هي الاخرى تمعن النظر فيهم لم يعرفها ولَم يتذكرها من حالة السكر التي كان غارقا فيها . تعمقت الفكرة الجنونية بداخلها . فهي لن تقبل إلا بالانتقام بديلا لتحرق كبد أمه عليه وتنتقم لشرفها وكرامة إبنتها . وفِي الغد قررت ترقب كل حركاته. وكانت قد كتبت رسالة ضمنتها كل حكايتها وأسماء المجرمين المتعالين بنفوذهم وقوتهم وأوصت بآبنتها خيرا لأم أحمد لأنها تعرفها وتعرف شوقها للبنات. فلم ترزق الا بأحمد 
لملمت جراحها وقوت عزيمتها وعزمت ان تنهض من جديد ، وتداركت حجم خسارتها وهي تستجمع قواها. انه شرفها وماكانت لتضحي به لولاتعنتهم ووعود أمه الكاذبة. وأقسمت أن تنتقم ، ترصدت له فجرا وهو في طريقه لبيتهم مخمورا وفجأة أطلقت العنان لسيارة كانت قد تحايلت على صاحبها لإستعمالهالهذه المهمة الرئيسيّة . و بسرعة جنونية غير مبالية صدمته بقوة وأعادت السيارة للوراء لتتمكن من مقتله . 
نعم تركته جثة هامدة وتاهت في الظلمة الحالكة . وذهبت لأقرب مخفر للأمن لتسلم نفسها وتعترف بجريمتها . في الغد تكلمت الجرائد عن الحادثة المشؤمة والتي حشدت الرأي العام. وتعاطف معها كثير من الناس. وتطوع للدفاع عنها من المحامين النبلاء . وبعد التأكد من الاقوال والأفعال إعترفت الام بكل الاحدات و طلبت العفو أما م الملأ وبررت المسكينة من دم ابنها .
وجاءت بها وبحفيدتها ليعيشوا أسرة واحدة في سلام ووئام
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...