مَلَكٌ وَشَيطان .. بقلم حسن عيسى

"مَلَكٌ وَشَيطان"

أيُّها الإنسان أَغراكَ الصَّلَفْ

لطَرِيقِ القُبحِ مِنْ فِعلِ الجَنَفْ

تَسْلُكُ التَّيهَ على غَيرِ هَدىً

فَيَعوزُ السِّترُ أثناء القَرَفْ

وَجُنوحٌ لِظلامٍ حالِكٍ

حاجَةٌ تَقضي مَقاسَاتِ كَهَفْ

أَوْ لِجَهْلٍ غَيَّبَ العَقْلَ فَما

يَتَبَقَّى غَيرُ تَحقيقِ الأَسَفْ

تَجمَعُ النَّاسَ على طولِ المَدى

صِفَةُ الانسانِ مَعناها الشَّرَفْ

أيُّها الانسانُ أَنتَ المُبتَغى

وَجَعيلُ الرَّبِّ في الارضِ خَلَفْ

كَيفَ تَغدو ظالِماً مُنتَقِماً

مِنْ نَظِيرٍ كانَ أَذواهُ الرَّجَفْ

وَمَتى تَخْلِصُ مِنْ جَهْلِ النُّهى

قَرَّتِ النُّعمى لِعَيْشٍ مِنْ تَرَفْ

جَوْهَرُ الإنسانِ عَقلٌ راجِحٌ

زِينَةُ الإنسانِ عِندَ المُنعَطَفْ

لا يُجافي العَقْلَ إلاّ غافِلٌ

أَوْ عَنيدٌ أَوْ جَهولٌ أَوْ خَرِفْ

أُمَّةٌ لَوْ مَلَكَتْ خَيْراً وَما

مَلَكَتْ عَقلاً طَغَىٰ فِيهَا التَّلَفْ

جَوْهَرُ الأَلْبَابِ صَبرٌ ثابِتٌ

قِيمَةُ اللُّبِِّ بِصَبرٍ يأْتَلِفْ

بِبِناءِ النَّفْسِ فازَ المُرتَجى

مِنْ قَويمِ الخُلْقِ إيّاها رَصَفْ

فَيَكونُ الأمْرُ أَمْراً صَالِحاً

مِنْ صَمِيمِ النَّفْسِ ظَهْراً مُنكَشِفْ

لا انتِفاعٌ في عِلومٍ قَد خَلَت

مِنْ ضَميرِالخُلْقِ وَزعاً أَوْ يَكِفْ

يَنتَهِي شَعبٌ وَيَحيا مارِدٌ

لِغِيابِ الخُلْقِ عَنْ عِلْمٍ يَجِفْ

لَيسَ لِلْمارِدِ إِلّا لَعقَةٌ

في حُقوقِ النّاسِ كِذبٌ في غَلَفْ

إِنَّما الأَرضُ ضِياعٌ عِندَهُ

شَاءَ يُبقي الثَّمْرَ أَوْ شاءَ قَطَفْ

وَبأَيدِينا زَرَعنا ضَعفَنا

مِنْ شِقاقٍ مَزَّقَ الصَّفَّ زَهَفْ

إِنَّ لِلْماضي نَصِيبٌ بالِغٌ

حِينَ صارَ الفَرقُ مِنْ ذاكَ السَّلَفْ

عِندَ هذا يَنبَغي أَلاّ نَرى

شأْنَ ماضِينا بِعَينِ المُختَلِفْ

يَنبَغِي مِنّا نُهوضاً عارِماً

يُجرِفُ الأدرانَ بُرءاً وَالدَّنَفْ

يَكْفي هذا النَّوْمُ سُحقاً لِلْكَرى

هُوَ بَلْوى غَفلَةٍ مِنها رَدَفْ

إِنْ تَكُنْ أَهْلاً فَخَيرٌ مِنْ مَلا

كٍ وإلاّ صِرتَ شَيطاناً ثَقِفْ

"حسن عيسى"

..