السبت، 2 فبراير 2019

امل عنيد .. جميلة صافي

امل عنيد
جلستُ بشــــرفةٍ ذات ليلةٍ 
وكنتُ انتظرُ امــــــلاً حنون

انشغلــتُ بهمومٍ لي ولغيري 
وكــــــان وقتاً مليئاً بالظنون

فنجانُ قهــــوة ٍ بيدي ساخناً 
وجوفي أحــرَّ منه لما سيكون

صوبتُ نظــري للغربِ وللبحرِ 
وراقبتُ الشّفقَ وعــمّ السّكون

تأمّلــتُ الحياةَ وتقلباتها ونكباتها 
لشعبيَ الجبّار يفرحُ وقلبهُ محزون

شعبٌ يصنعُ المســـتحيل ليعيشَ 
رغماً عن الغاصـــبِ آلَ صهيون

قلـــتُ لنفسي واسمعتُ فنجاني 
هــــل الليلُ والقهرُ لنا سيدوم؟

وهل الســـجين مهمّشاً ومنسياً 
ليعيشَ عمــــرَهُ بالقهرِ مسجون

وهــــل نكافأه على تضحياتهِ 
ونُشربَهُ كأسَ حنظلٍ مسمــوم

نطقَ فنجاني بالحــــقِّ صارخاً 
كيف يدومُ ورباطَ شعبي بجنون

يأبى الظّلـــــمَ والقهرَ كلّهُ 
ما دام ينمو امل واصرارَ اليافعون

جيلٌ بالفطـــــرةِ يفهمُ حقّهُ 
ولا يرضخَ ويسلّم لظلمٍ مكنـون

تمسّكه لحقّــــهِ باتَ واضحاً 
للقدس وفلسطين وفي السّجـون

تمرّدهُ للظلـــم وانجازاته واضحةً 
مشرّفةً ولامعــةً كلمع ِ العيــون

فكرَهُ وفطرَتهُ باتت راســــخةً 
كـــــما الثباتُ لشجرِ الزيتون

عنوان الصّمــودِ والنضال وسلتِهِ 
وغايتِهِ تحقيقُ الحلُــــمِ وبشجون

وهدهدَ سـليمان ينادي في القدسِ 
اشاطركم النضال وللعدوّ لا تكترثون

وجبال القــــدس تبقى شامخةً 
كشموخ النّسرِ والعلـــمِ يرفرفون

كلُّ السّهولِ والبحـــارِ والوديان 
تنـــــادي عجباً لأُناسٍ لا يملّون

كلُّ الاساليبِ الوضيـــعةِ بحقّهم 
طبّقت ومــــــا زالوا شامخون

كلُّ الامم خذلتهـــم وتركتهم 
لصراعٍ وحشيٍّ مع المغتصبون

ابداً.. وإن زالَ الكونُ كلّهُ وفنى 
فعرفانُنا لله وحــدَهُ ربِّ الكون

ربّاه..ربّاه لا تذر على الارض 
غاصباً ومحتلاّ ً لدحرنا واهمون

قلْ للحجارةِ الكريمةِ والسواعدِ 
هل يأستِ وأُثقِلتِ بقلبٍ مهموم

تهزأُ السواعدَ من السؤال الغبيِّ 
وتقول..أتنتظرُ منّي جواباً مهيون

كيف لي أن أتعــــبَ وانشغلَ 
عن شرفي وعرضيَ المصـون؟

كيف انام وعــــدوّي لا يأبهَ 
بوحشيةٍ وفجورٍ ومــا تظنّون؟

كيف أعُقَّ الحليبَ والحنــــان 
وأنسى الحُضنَ السّخيَّ وتهون

كلِّ الامهاتِ تُرضعِ الحبَّ والحنان 
وفلسطينُ تُرضعِهم ولا يُفطمون

تُرضعِ الشّموخَ والعزّةَ لابناءهــا 
وغيرَ الحـقِّ والنّصرِ لا يقبلـــون

طــــال الزّمانُ العنيدُ ام قَصُر 
فلا مجـالَ لشعبيَ الا ان يكون

موجوداً وحاضراً منتصراً شامخاً 
ولا تفريطَ لحقّ ٍ كان وما سيكون

جميلة صافي 
...
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏رسم‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...