(ذبيحة تهشم قمحها)
✍/ جبر مشرقي ▪
_________________________
قالوا:
البلاد كئيبة وجريحة
بعد أن كانت فاتنة مليحة
قلت تكسر الضوء في لغتها
وإليها يحج الحزن في كل ثانية
وعيون الموت ترقب خطوها في كل لحظة
فيها مقصلة المشانق تغني بلا وتر
لتخطف البسمة من ثغر طفلي الرضيع
وتسقي أمي كأس الثكل
وتذبح جفن نومها بسكين السهر
"
"
بلادي
هناك
مختبئة
خلف دمعة الثكل الكسيحة
توضأت بدموع الحزن
وظلت واقفة بدون صلاة
كحرف مهمل
كإسم لا يصرف
ترابها ...
مزج بدمين
دم البارود
ودم الإنسان
فصارت..
في مهب التسلي طريحة
قالوا :
أداء قد غزاها؟؟
قلت :
بل ريح سياسية
هزت جذروها فتهشم سنبل قمحها
"
"
دارت بها مقصلة الغجرية
فضيقت كل شبر فيها
رغم اتساعها،
غرام الذئب حل فيها
وهي ليست(بشاة)
لكنها صارت مابين
المدية والذابح ذبيحة
تفرعن ..
كل قزم من بنيها عليها
وأهداها من البارود خبز وعجينة
وأشرع منشار الذبح
في ساق( نخلها)
وأغرس مسمار الألم
في ضلع (قاتها)
وجهها ملاكي في العشرين من عمره
لكنه شاخ قبل أن يشيخ عمره
الدجى ..
يمتطي وجهها
وفي عينيها الصمت يغتسل
ويد الأحزان تلف عنقها
وعلى كتفها ثقل ليس يحتمل
مبتدأها بلا خبر
وجملها لا تعرف التوكيد والبدل
ورياح اللاشيء
قتلت ورد حلمها
فماتت حديقتنا الفسيحة
"
"
فأين أنا؟؟
وبلادي منفية داخل بلادي
والآتون إليها
أو الداخلون إليها بلا سبب
يستمطرون من الغيم أوجاع بلادي
ويزرعون(لغم) الموت
في كل ناحية رملية
(عصافير الإعدام )
في كل حي مزقزقة
وقوافي الموت تنشد في فوهة كل قصيدة
(وأوجاع الرمل)
تشتكي وجعها لكل قدم يخطو عليها
كل شيء في بلدي موجوع وينتحب
حتى مياه (السد) مكلومة
مشتتة على أوجان(الصرح)
"
"
(اكتوبر)
(ونوفمبر)
قتلا في (حندول) الغجرية الطفولي
وترى الموت يختال في أرضي كفاتنة غنجاء
يصرع من أراد
فمن ياترى استضاف الموت في أرضي ؟؟
وأهداه (مدفعية)
من ياترى كسر علبة مكياج حبيبتي؟؟
من ياترى ركل ولدي على الرصيف في زوبعة الشتاء؟؟
من ياترى كسر( نظارةأبي)؟ وهو مافوق السبعين كليل البصر،
من ياترى كسر (جرة أمي)؟ التي كانت تذهب بها(للبير) كل صباح ومساء لتبلل بها صدى(أطفالها)
من ياترى سرق(شال) فتاة فقيرة من (قريتي الريفية ) ؟ كانت ترد به حرارة الشمس
ومن الذي منع الحبر أن يداعب أوجان الورق؟؟
ومن الذي فرض(غرامة مالية ) على (حمام داري)؟
إذا لحن الهديل
من -
ومن ؟؟؟؟؟؟؟؟
من هو ؟؟
ومن أين أتى؟؟
اسئلتي أيها الناس
وضعتها على غيمة أوراقي
وإني لمنتظر
جوابكم ياساااااادة ●
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق