شهرزاد تقص قصة الغربان السود
في يوم ربيعي جميل فواح بالريحان , خرج ملك العربان , مزهوا بين اشجار البستان , و من حوله جنود و غلمان ,صارخا في نفسه انا ملك هذا الزمان , واستمر يسير فيه هيمان, حتى وقع غميان , و من شدة التعب جلس تحت شجرة رمان, هبت ريح طيبة , غلبت عيونه الذبلانة, فاغمضهما في حلو منامة , و سرحت روحه فخرجت من بستانه, واذا به بارض فيها ناس غلبانه , ايديهم سواعد هدامه , لا تخاف الا الله عند كل طاعه .
قال ملك العربان : سلام يا قوم يا ملاح,انا ملك الارض و الصلاح ,أانتم من اتى اليّ هذا الصباح , يا مرحبا بكل مزارع و فلاح ؟
رد احدهم بالحال , كأنه يردد موال , بصوت يزلزل الجبال , و يطأطأ براسه كل خيال , بنرة اهل بلاد كنعان , قائلا اسمع يا من تقول انك ملك هذا الزمان : نحن شعب تخافه الانس و الجان , وترتعب منه كل مخلوقات الرحمن , نحن اول من اقام البنيان , و اول من اسس حضارة الانسان , و اول من دجن الدجاج و ربى الخرفان , وجلب البقر للحليب و للالبان . و ركب المحراث على ظهور الثيران , وجرجر المياه من السهول و الوديان ونحن اول من زرع الملوخية و الباذنجان , و زرع الحبوب ليسعد الانسان . اعرفت يا ملك الزمان , من نحن ؟ نحن ملاك الارض و الحيطان
نفض راسه الملك الولهان , بحب شهرزاد الذي جعله اعمى العينان, وادهشه فصاحة اللسان , قال وهو سارح الفكر وحاله مازال نعسان : اظنك يا فتى انك من بلاد كنعان.
قال الفتى الشجاع , نعم انا كنعاني مقراع , قوي الجسد و الذراع , تخافه الوحوش و الجن وكل شجاع , نعم انا كنعاني للحب بنصاع , لي ابنةاسمها فلسطين وثوبها بالذهب مرصع ارباع
كيف اتيت لبلادنا , و دخلت الاراضي و حدودنا , الم تجد احدا من جنودنا
قال الملك : جئت بقدر الله العظيم و طرقت الباب بالف لام ميم , فتحت بقوة ربنا الحكيم
قال الفتى الهمام : ماذا تريد ايها الملك المقدام , حربا ام سلام , وكما تعلم نحن من يفصفص العظام
قال الملك على رسلك يا ابن سام , ما جئنا الا نتحاكى باحلى الكلام, و نتاول معا اشهى الطعام , وتقص علينا الملكة شهرزاد قصص الانام
قال الفتى الصرمعي , افتحوا الابواب يا ابناء الاصمعي , و دقوا الطبول انه ا ملك يعربي معي .
وفجأة سمع الملك بكاء طفل متقطعٍ , نهض على قدميه والحزن يملأ الاضلع , صرخ ما يب يب يبكيك يا من في حمى مرتعي , التف يمنة و يسرة فلم يجد الا نفسه بين جنوده , ومن حواليه غلمانه , تهتف بالملك و حياته ,
وراى الليل قد اطبق جنانه, بظلمة ملأت مكانه , فقال ارجعوا من البيادر , قد سيقنا القمر لداخل الدوار
دخل القصر نشيط الجسد متوهج الاحساس , فناددى اين انتي يا ملكة الناس , هل جهزتي المجلس للجلاس . دخل الملك بالحال , ورجع الجند و الغلمان دون محال
قال الملك تعالي يا شهرزاد اجلسي , وحدثيني برحلة رجل خسيس , قطع السهول و الفيافي مثل ابليس , اقام مملكة لكل المناجيس,وحكمها بجند ومعهم هروات ودبابيس , لا مثيل لها الا عند الناس المناجيس
قالت شهرزاد : اسمع يا ملك هذه البلاد , يا صاحب الصيت الطيب بين العباد , و للحق واقف و سداد , و في المعارك تقهر رجال شداد.
قامت جموع من الغربان , بغزو عدد من الاوطان ,بحثا عن مأوى وماء لكل عطشان , ويقال ان هذه قدمت من بلاد الالماني , و يقول اناس انهم جاءوا من ارض البريطان , فتشوا الارض بحثا عن اقدام موسى بن عمران , تدليسا على قوم عرب من بني كنعان ,
قال الملك احكي بسرعة البرق : قسما هذا ما حلمت به انه حق , قبل سويعات وكان القلب يدق دق اكملي شهرزاد وقولي الحق
قالت بغنج الانثي مولااااي , حبيب قلبي و عيناااي , لك حبي وريق شفتاااي, جاءت هذه الغربان على قدر رب العالمين , بمخطط خبيث لبلاد فلسطين , مدربة ومحصنة كشافين , لما يضمرونه حاقدين , و بكذب ان ارض كنعان فلسطين خالية من الاّدميين ,و انهم جاؤها عمارين , و لكن للارض نهابين , و لاهلها ذباحين , حتى تخلو الارض لهم كمغتصبين
حطوا رحالهم كمساكين , فقراء من اوروبا مطرودين , لا مأوى فيه ساكنين , و لا طعام لهم حاملين , ثيابهم رثة لابسين , ويمشون جماعات خبيثين , ويطلبوا من الناس منام و طعام كمساكين
قال الملك انا بالقصة سعيد , ومازلت يا شهرزاد بمنالك بعيد , و ها انا انتظر منك الوعيد , شوقتيني لسماع قصتك مع التنهيد, اتحبين شعب كنعان التليد , ويكأنك تحبين ارض فلسطين البعيد , وتعشقين شعبها الاحرار وليسوا عبيد,روؤسهم مرفوع وسواعدهم حديد .
اهٍ يا صاحب المُلك العظيم , كما اعرفك طيب و كريم , اما غربان الليل كل واحد فيهم خبيث ولئيم , يريدون الارض بقوة فوق كل القوانين , وباكاذيب من قادة الصهيونيين , اتفقوا مع البريطانيين , بوعد من لا يملك الارض و لا الادميين , من قبل غزاة مستعمرين , لوطن بني يعرب الامنين , وكان شعارهم و مازالوا معنا كمستسلمين , او ضدنا كارهابيين
وسارت الايام يا حبيب روحي الحزين ,وبدات هجرتهم تتدفق لفلسطين , بتأمر بني يعرب و المستعمرين , وبدعم هتلر اللعين , بمحرقته المزيفة للصهيونيين , حتى يفروا لارض الامان في بلاد الكنعانيين , ودارت الايام هدمت دولة فلسطين و اقاموا كيان هزيل , سموه باسرائيل , لهدف ليس نبيل , حتى يجرجروهم لاقامة وطنهم من الفرات الى النيل
قال الملك العزيز : والله انك يا شهرزاد ذهب و الماز - الماس -, روحك مخنوقة في قفاز , ما بك يا ابنة قوم اعزاز
قالت شهرزاد : يا من بعد الله تسعد العباد ,هؤلاء قوم لا يحفظون عهد اوغاد ,قتلوا شعبنا نهارا جهارا والعالم الوغد شهاد, واعطوهم سلاح قوي يقهر بني يعرب العباد
وبداوا بكذبهم بارض الميعاد , وبقصة موسى لما دخلوا ارض الاجداد , وقالوا هارون مدفون هنا بين الرماد , و دولة سليمان فاقت كل الابعاد , وجاءت بلقيس ترتجف من سليمان و ابوه الحداد , وانهم هربوا من فرعون ذو الاوتاد, وقهروا الان بني يعرب ولفلسطين زهاد , بحجة ان فلسطين غلبتهم من مائة سنة وقهرت العباد
رحم الله القائد ناصر , و الحسين الحكيم الظافر , و صدام للحق هادر , ومعمر الهادم للدولار , والسادات لالاعيبهم قاهر ,كلهم رحلوا لله الجبار , العلي القوي القهار
سكتت شهرزاد بتنهيدة وبارتياح , لما سمعت ديك الصباح , ينادي حي على الفلاح ,قالت : قم نصلي وننام على نسائم الرياح , وغدا اكمل قصتي مع الكلام المباح, وهذه ملخص روايتي , وهي من قصة حكايتي , وهي الف حكاية , والامة عنها لاهية , ومسرى الحبيب قرب هدمهوان شاء الله النهاية , واصبح اهل الطرب و التمثيل هو القمة و الغاية ,اتسمع المأذن يقول حي على الفلاح والان انتهينا من الكلام المباح ......الاستاذ مثقال القاضي