هي طفلة أغضبتها و الريح تسفي شعرها
بالبرد كانت ترتجف والثلج أثقل ظهرها
شاهدتها ترعى الخراف والماء يغشى جرابها
مدت بعنقها وانتحت للشمس ترمي قناعها
على صخرة جف الرداء والوحل حول حذاءها
والنهر فاض عشية بوابل بين الديار وبينها
واخضرت بطن أكفها واحمرت أرنبة أنفها
وتجمعت تلك الخراف وفوق الصخور جداءها
وذهبت تطارد للجداء وجدي الحقول شيطانها
نظرتها وقد بكت ففاضت دموع من عيونها
فخلعت ثوبي بحياء وسترت نفسي ببعضها
ورميت بها بمعطفي فغطى الكثير من جسمها
وأضرمت ناري عنوة فعسعست ثم انطفت
قدحت قهرا زنادها بأعواد فيض قد بللت
وأطرقت رأسي برهة ونار الحمية أسعرت
وذكرت أهلي والحمى وعشيرتي قد أقبلت
وأخواتي سبع كرام وسيوفها إن أزلفت
والخيل لما طلبتها ما يوم عني تأخرت
والنار لما أشعلتها للضيف بانت واعتلت
والخمر لما نزفتها شربت قضاعة وارتوت
وطفلة الحي بكت لما رأت خيل آتت
عبرت تشق عبابها مثل سفين أبحرت
وجلست أنظر للعباب وكأنه نوق سرت
وخيل أهلي وسطه مثل المنايا أقبلت
البدو أهلي والحمى مكية قد فخرت
من آل من ضرب القرون بخيبر فخضعت
خاطرة.من نظم وتآليف
مهدي عبد اللطيف رستم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق