. العانس
فتاة تروي قصتها
يا سيدي انا فتاة تخطت الاربعين من العمر من اسرة كريمه حسنة السمعه اعيش في رغد من الحياه علي قدر كبير من الجمال متعلمة حصلت علي اعلي الدرجات الجامعيه تقدم لي كثير من الشباب للزواج مني جميعهم ليس به عيب بالنسبة لكثير من الفتيات الا انني كنت اجد فيهم عيبا هذا شاب ليس بوسيم وذاك مستوي تعليمه اقل مني واخر فقير ولا يستطيع ان يلبي لي متطلبات الحياة التي اعتدت عليها واخر من عائلة بيننا وبينهم عداوة واخر واخر واخر
وكنت ارفض بشدة واصرار ومضي قطار العمر سريعا سريعا
كنت اذا جلست مع والدتي فاذا ذكرت لي ان ابنة عمي تزوجت وانجبت وتعيش سعيدة مع زوجها واولادها اتذكر نفسي واحزن وكأن خنجرا غرس في بطني واذا صادفت يوما وانا اسير في الشارع احدي زميلاتي في المدرسة ومعها زوجها واولادها اغير وجهتي واسير في اتجاه مغاير ومعاكس حتي اتجنب نظراتها وتلميحاتها وشماتتها وابتسامتها الباهته الصفراء
واذا حدث وكنت في فرح او عزاء هناك كنت اجلس في ركن بعيد يكاد لا يراني فيه احد حتي اتجنب نظراتهم واسئلتهم الي لا تكاد ان تنتهي
وفي المساء وانا في غرفتي اقف امام المرأه انظر لشعري الطويل يسترسل علي اكتافي بلا يد حانيه لرجل تمسح عليه
قمصاني تكدست في الدولاب فلمن ارتديها العطور فوق التسريحة اشكال والوان لمن اتطيب لمن اضع العطور وجسدي الممشوق من يداعبه انظر لشفتاي وانا اضع احمر الشفاه وللاسف لايراه سوي المرأه
تعبت من كثرة التفكير في رجل مثالي يتناسب مع امكاناتي وشهداتي
حتي جائني يوما رجلا ليتزوجني سعدت لذلك ووافقت عليه كنا نتحدث ساعات وساعات علي مدار اليوم واحيانا نخرج الي الحدائق والمتنزهات واحينا نذهب للتسوق وشراء اساس عش الزوجية
واتممنا اجراءات الزواج وعقد القران وتجمع الاهل والاقارب
وانطلقت الزغاريد من اقاربي واصوات المزمار البلدي يتراقص علي انغامها الشباب والالعاب النارية تضئ السماء
وحضر الزوج ومعه اهله ليمسك بيدي فتسري قشعريرة في جسدي لاول مرة في حياتي اشعر بها كأنها ماس كهرباء او قطعة جمر امسكتها يدي
عطره تطاير ليملأ انفاسي برائحته لقد انتظرت هذه اللحظة سنين وسنين عديدة لم استطيع مقاومة فرحتي وسعادتي احتضنته القيت برأسي علي كتفه وسرنا سويا نحو العش الذي حلمت به وانتظرته سنين عديدة
واذا بسيارة طائشة في لحظات سرقت من الفرحة وحلم السنين سيارة تصدمنا هو يموت في الحال وانا انقل للمستشفي مغمي علي لادخل في غيبوبه طويلة افيق بعدها وضاع مني الحلم الكبير لقد انكسر قلبي ومعه حياتي ليتني لم افيق من غيبوبتي
ال كاتب و ال مفكر
محمد فاروق عبد العليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق