جنان تشرب الكوثر
صاحب الغرابي...العراق
في سماء الوهم سَحاب جهام(1)
أيَّها الأحدوثة السائرة
قد تداركتها أعراق سوء
إذ نبتت في شرّ منبت
أرأيت كيف غمدا خسر السيف؟
ما أسرع كنانة ضيعت النبل
فما بال فرس قفز السرج من حزامها؟
تمرغ بالرذيلة والآثام
أتراه لم يبق مايستر عورة!
و تنازل الفرسان
والتحمت السيوف بالسيوف
وتصلصلت الدّروع من وقع البيض(2)
ها هنا سيف كأنه مقدود من مقالع الجحيم!!
أليس الذّل غلاف الموت
بل هو الرماد المخطوف اللون ،والنخوة والدم
مازالت ملحمة هي بنت ساعتها
تنتصر بالإنسان فوق أرض الإنسان
حروف موشومة على شفرة السيف
مطيَّبة بعبير البطولة القاصدة
هكذا يكون العنفوان طريقا الى المجد
مظهر بذل سخي
مفهوم خلود آخر
خلع على صانعه حلل الثنآء
وكأنَّ مائدة حمراء مسكوباً في قصاعها
لقاح العنفوان سيبقى
أبداً
نتاجاً تسربله الحسين
ياللحقّ!
وريد البطولات
موعد مع ثورةٍ تهدَّم جدران الظلم
إنَّها القدوة في الرفض
تمرع فيها براعم الزهر، وأفواج السنابل ،فالحياة
مرحى لمعركة لاتنتهي ؛إلإَّ بإنخساف الأرض من مدارها،وهبوط الشمس
في عتمة الإنطفاء
أين هو الحسين؟!
إنَّه هنا الآن
وضع للحق أعلاماً لاتشتبه
وبنى له مناراً لاينهدم
هوى والأحمر القاني صبغة حبرته
أتراها سنَّة الفداء؟...
ثمَّ هناك...
جاء المعين يجري من بين راحتيه
جنان تشرب الكوثر.
....................................................
(1) : السَّحاب لا ماءَ فيه.
(2): تصلصلَ الشَّيءُ صلصلَ ؛ صوّت صوتًا فيه ترجيع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق