وهل لأهل الأرض أن يتكلموا؛
الكلام يتيبّسُ في الحناجرِ
ويندسّ في شقوق الحجر
يبحث له عن مأوى ليلين
أو عن كذبة أصيبت بالضجر
وهل لأهل الأرض أن يتكلموا؛
وهل للتراب أن يرتّب إشتهاءاته
في طريق سرّي لا يعرف التخفّي
أو على موائد يرتبها على أكفّ الماء
فيترك الضوء وحيدا يلهج
أو يغرق بلا دليل في لعبة حظّ...
وهل لأهل الأرض أن يتمددوا في الحلم
دون غواية،،، في غيبوبة الكلمات
أو أن يشربوا من لجج الصحو
فتستقيم اللغة فيهم،،، فارهة بلا تعرّجات
وهل لأهل الأرض أن يتكلموا؛
وهل لهم بحلم ينتهك الحدود
ويفتح الأشرعة...
فقد يكبر الحلم من نطفة في الظلام
إلى فُتحة تتسعُ عناقيد سلام...
قد يكبر الحلم...
قد يكبر الحلم...
لا لشئ...
سوى، أنه يشرب من حكايا نخلة سامقة، جذورها لا تخطئ في الامتداد
وعنقها شامخ،،
لا يسمع سوى لغو صبية يتراشقون بالنوى،،
أو لجرجرة نهر شارد،،،
في نشيد الغانيات
وهل لأهل الأرض أن يتكلموا؛
فقد يكبر النشيد فيهم
و قد يعشّش في أدمغة التراب
و يتممد،،،
ليدسّ رأسه في القمر،،،
مثل نعامة تبحث عن الذبذبات في حذر
حِيطة من الخطر
وهل له أن يميط اللثام عن الظلمة فينتشر الضوء
و يتفرعن ككل عود النضر ،في ليلة مطر
قد يكبر الحلم في الصمت،،
كما قد يكبر في النداء،،
قد يرتسم ضجيجه على جباه سمر ترتجي إرتواء
قد يكبر في سكنات الوادي،،،
او في عُزلة غيمة بالكاد تتنفس
و قد يكون في غربة فراشة،
لم تنس ولن تنسى موطنها حتى وإن أسرتَها الريح في ميسم زهرة برية،
قد يكبر الحلم في ثغاء الماعز،
وهو يمدّ أعناقه ليطير بين ثقوب الريح،
أو على أنغام ناي حزين يصفّر ،،،،
ليفاتك الضوء في عيون غزالة شاردة..
قد يكبر في جفون يغلِبها نعاس عن اللغة وعن المعنى،
وقد يكبر وسط الصفير ليعود الصدى عطرا إلى قلب ياسمينة...
وهل للمعنى أن يتشدّق بلغة فصيحة
من دون نواميس أو قواميس،
هل له أن يفك المجاز لأهل الأرض
فيوقظ النيام،،،
ويوقظ معه الوقت الممدد في الأذهان التائهة،،
لا وقت قابل للإنتشار ولا للإنتظار ولا للإستفسار..
لا وقت،،،
والماء يحملنا على كتفيه،،،
والضوء يضيع في متاهات التراب،،،في المسالك الهشة...
في مدارات تهشها ريح الصحاري إلى لغة مصفّدة بنقاط الإستفهام...
بقلمي ماجدة رجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق