العام الجديد
... .
هاهو العام الآخر يزحف من جديد . والمدينة التي صبرت على أوجاعي بقيت حريصة على ضجيجها المحتال . الشوارع نفسها تنفث غبارا وضجيجا . التلة المنزوية لجليدها الجسور تحاول أن تتسلم شعاعا خافتا لشمس مترددة هي الأخرى لا تفهم وجوه الناس المتداخلة الطلاسم .
في ذالك الصباح الجديد دلفنا حقولا تئن غزو الفولاذ الغليظ .
الحلم ينزلق من تضاريس بعيدة يلح على بيانات الحب الجافة التي شربتها غابات ليل هارب بين بوصلات زمن يصرخ أسئلته المكدسة .
فقط عنوان حرية تتقاذفه رياح شمالية توشك أن تدك جثة الجنوب المتعفنة .
سألت غصنا معلقاعن عصفور ظل سجين فراغات نائية . فأجابني عن أحلاف مصطنعة المواسم تتميع في قفار حقول متوحشة .
دلني ذالك الغصن عن صباح عام جديد يتناسل من إضطراد موج أرعن . دلني عن غرور الصخر النابت في شرايين الحياة . عن وجهي تناءى ذالك الغصن الخائف.
هامش قهوتي يتداول تسلل الأحلام منتفضة على بخار . ضباب . من أوعية الشعر ينبض خيالي . كان العام الجديد على جرعة الإجترار في دوران المدينة التي لم تصفق لضحكاتي العميقة وأنا مشتت الأوراق أظبط ساعة المشي في سراب .
محمد محجوبي / الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق