# بين " صَفْقَةِ القَرْن" و صَفْقَة البَطْن !
وَحْدَهُم فُرْسانُ " فلسطينَ" مَن بقوا ثابتين صامدين رافضين الانبطاحَ و الخِزْي و المَهانة، و إنْ كَلّفَهُم ذلك أن تعيشَ الرّوح منفصلةً عن الجسد، أمّا إذا انتظروا من العرب - مُلوكِهم و سَلاطينِهم و أُمَرائِهم - تحديدا هَبَّةَ العاديات المُغيرات، فلن تأتيَ هذه الأخيرةُ إلا إذا شاب الغُراب، و باضَ الدّيك، و اكْتَفى هؤلاء المُلُوك أكْلا و رقْصًا و انتشاءً....
و في زمن عُلوّ السّيقان، و انْكباب الرّؤوس، تبقى حكوماتُنا و أنظِمتُنا العربيّة - رعاها اللهُ- إذا نَدَّدَتْ ،تَمَدَّدَتْ ،و إذَا شَطَحَتْ ،انبطَحَتْ ...لذلك حُقَّ للقصيدة أن تَخرُج في حُلّة جديدة:
دَعْ "صَفْقَةَ العارِ" لِلْأَقْلامِ ترْفُضُهَا
وَ هَاتِ هَبْراتِ لَحْمٍ تُطْعِمِ البَغْلَا
وَ لا تُصَدّعْ رُؤوسًا تَنْتَشِي شَرَهًا
و لا تُعَاتِبْ كُرُوشًا تَبْتَغِي الحَمْلَا
دَعْنَا نُفَلْفِلْ خُمَاسًا مِنْ أصَابِعِنَا
و نَلْعَقِ العَظْمَ مِنْ رُسْغٍ إِلَى الأعْلَى
حَتَّى إذَا وَحْوَحَتْ حَرًّا مَجامِعُنَا
سُقْنَا لَهَا قِرَبًا بالخَمْرِ يَا وَيْلَا !
فَنَحْنُ قَوْمٔ إذَا نادَتْ مَعَالِفُنَا
أَلْفَيْتَنَا نقْضِمُ الأحْجَارَ و النَّخْلَا
يا شَيْخُ لا تَحْرِمَنْ نَفْسًا رَغائِبَهَا
هاتِ الأَرُزَّ وَ لَحْمَ العِيرِ و التَّبْلَا
و حَبَّذا لَوْ يَكُونُ الشُّرْبُ خاتِمَةً
حَتَّى يَرَى شَيْخُنَا نَفْسَهُ طَبْلَا
وَ لْنَتْرُكِ القُدْسَ لِلْغِرْبانِ تَنْهَشُهَا
وَ لْنَذْبَحِ الثّائِرَ المَقْهورَ و الفَحْلَا
ما دَخْلُنَا في شُؤونٍ لَيْسَ تَنْفَعُنَا
أَمَا يُقَالُ : "تَكَتَّمْ لا تَكُنْ نَذْلَا" ؟!
لا خَيْرَ في تُخْمَةٍ في يَوْمِ مَسْغَبَةٍ
مِنْ قِصْعَةٍ لَمْ نَضَعْ مِنْ فَوْقِها عِجْلَا !
مَا ضَرَّ لَوْ قَنْبَلُوا مَشْفىً و مِِئْذَنَةً
أَمَا اقْتَرَحْنا عَلَيْهِمْ بَيْعَهَا أَصْلَا ؟!
هَذَا الهُرَاءُ بِأَرْضِ القُدْسِ يُزْعِجُنَا
يَا شَيْخَنَا نادِ في الأكْباشِ : يا أَهْلَا!
شَمِّرْ عَلى سَاعِدِ اللَّهْفانِ يا رَجُلًا
مَا هَمَّنَا إِخْوَةٌ ،بَلْ لَا مَنِ احْتَلّا
أَغْلِقْ عَلَى هَذِهِ الأَخْبارِ أَسْوَئِها
فَلْيُبْعِدُوا لاجِئًا ، وَ لْيَقْتُلُوا طِفْلَا !
وَ لْيَعْقِدُوا صَفْقَةً، أوْ يَفْتَحُوا عَبَثًا
جِسْرًا إلَى ضِفَّةٍ ،أو يَغْلِقُوا الكُلَّا
يا عَمُّ ..صَهْ ..ما لَنَا في النّاسِ مَكْرُمَةٌ
غَيْرَ المَجالِسِ حَيْثُ اللَّحْمُ لا يَبْلَى
حَيْثُ الكُرُوشُ كَمِثْلِ الحَمْلِ عاشِرِهِ
و الحَمْلُ حاجَتُهُ أَنْ يَشْبَعَ الأَكْلَا
تَا اللَّهِ ما نَبْتَغِي شَرًّا لِقِبْلَتِنَا
لَكِنَّنَا نَحْتَفِي ،و الجَمْعَ ما أحْلَى!
أَمَّا إذَا طائِفٌ فِي العُرْبِ طاوَلَنَا
سَنُعْلِنُ الحَرْبَ حَتّى نَنْسِفَ الشَّمْلَا!
أَلَيْسَ دَيْدَنَنَا أَنَّا بِلَا شَرَفٍ
أَمَامَ شِرْذِمَةٍ نَعْنُو لَهَا ذُلَّا؟!
هُمُ اليَهُودُ فَلَا نَقْرَبْ كَمائِنَهُمْ
وَ لْنَجْتَمِعْ فِي هِلَالِ الرَّقْصِ إذْ هَلَّا
وَ لا يُهُمَّنَّنَا شَعْبٔ بِرُمَّتِهِ
أَكانَ قاصِفُهُ في البَرِّ أَمْ أَعْلَى!
يا شَيْخُ : نَادِ صَبايَا الرَّبْعِ، يا فَرَحِي
نَرْقُصْ عَلَى نَغَمِ الأسْيافِ كَيْ تُجْلَى
لَسْنَا فَقَطْ مَنْ يَبيعُ العَهْدَ في كَذِبٍ
عَلَّ الشَّهامَةَ تَحْيَا، وَيْحَنَا عَلَّا
شاعر البيضاء نورالدين العدوالي / عين البيضاء/ الجزائر
31 جانفي 2020 م الموافق 06 جمادى الآخرة 1441 هج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق