الأحد، 1 نوفمبر 2020

نواة المستقبل...للكاتب ستار الفرطوسي


 نواة المستقبل ..


    من بوح الصورة ..

احمد البالغ من العمر ١٤ عام يتيم الاب ، ترك الدراسة ليعيل عائلته ، والدته المتعبة وأخوته الاصغر منه سنا ، ذات صباح أنهكه التعب ، جلس على رصيف الطريق بدأ يفكر بنزعة شيطانية عدوانية بالطرق الاقصر وصولا لإنهاء حالة الفقر المطبق عليه وأفراد عائلته ،  ادرك نهاية اللعبة ، أستيقظ من الوهم الطويل ، اخذ يردد تلك الكلمات ...

قالو له ..

لا تبكي فالفقر يصنع الرجال ..

لا تحزن فأن الفقر يجعلك من الرجال ..

لولا الفقر لم تكن انت من الرجال ..

تبا ما هذا الهراء ، أحقيقة ام مجرد هتافات رنانة يرددها البعض ليحفظها الفقراء ..

أيعلمون بأن إخوته جياع وأمه ليس بأستطاعتها شراء الدواء ، لا يستطيع العودة اليهم لعدم أمتلاكه المال الذي يسد رمقهم ، أية حالة سوداوية وصل اليها ..

ولولا لطف الله الذي أبعده عن أصدقاء السوء او ممن يستغلون جنوح الاحداث لأنحدر  بقاع الرذيلة ،

 دعونا ننظر لذلك الصبي الجميل عن قرب ، ما اجمل ملامحه ، طيبة قلبه ، رقة أحساسه ، صدق أبتسامته ..

كأنما هذا الادمي خلق ليكون ذليلا مذ خلقته الاولى ، الا يدركون انه خلق بأحسن تقويم ، لو سنحت له الظروف وأستغل عقله بالشكل الصحيح لقلب الطاوله عليهم ..

الفقر ..

يعني البطالة ، الجريمة ، الفساد ، الاتكالية ، الحرمان ، العادات السيئة ، مجتمع أستهلاكي ، سلبي غير ايجابي ..

لو جعلناه بين أيدينا كمشروع وبذل جهد طيب معه لكان بذرة صالحة بالمجتمع ونواة حقيقية ، لأصبح من الحاصلين على الشهادات العليا او وظيفة مرموقة وقدوة يقتدى بها امام الجميع ..

ولو اسئنا التعامل معه لتحول الى عالة على نفسه وعلى بيئته التي يعيش فيها ، ليكون أشد الاسلحة الفتاكة بالخراب والتدمير بين أهله ولكل ما حوله ..

لينتبه الجميع بجلوسه هذا ستكون هذه صرخته الاخيرة ، اما الخيار الأول او الخيار الثاني ، لا تتركوه قرروا مصيره ، فهو جالس يراقب بأنتظار الجواب ..

بقلمي ستار الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...