عشرون عاما
عشرون عاما ولم يندمل جرحك يا سيدتي
ولم يتخثر ذاك النزيف
كأنك اعتقلت كريات دمي
كأنك كسرت صفائح دمي
وقتلت مناعتي مع سيد الصحابة في كربلاء
عشرون عاما وأنا أطلب العلم
تعلمت في الصين والهند و السند
إحتكرت جميع الإجازات
وحاضرت بها في جميع الطرقات
كتبت جبلا من الأشعار فلما اعتلا
إستوى من تعاويذ الساحرات من النساء
عشرون عاما وأنا أبحث كيف أموت في حضنك
وكيف أجعل موتي لذيذا في خدرك
وكيف أراوغ جميع المعجبات
لكن فشلت
و سبب الفشل لفيف من الحماقة والغباء
عشرون عاما وأنا خائف من كمين عينيك
وأعتقد أن جمهورية العشق مني وإليك
وأعتقد أن الولاء في الحب لك
وأن البراء في الحب لك
لكن أدركت في منتصف الطريق
أن الأشياء الجميلة على شفتيك
قتلها غرورك وكبريائي
عشرون عاما لم أؤمن قط بمهاترات ابن شداد
لم يقنعني قيس بن الملوح ولا دلال ليلى
لم أعر إهتماما للوعة الشنفرى
ولكن حين بلغت زبى السيل
أيقنت أن العشق جهنم الدنيا
تؤججها قبلة امرأة لمشرك الشعراء
عشرون عاما وأنا كافل قطيع غرامها
وأنا أطعم وأرعى في منحدرات الجبال أشواقها
ولما نفشت ليلة في عتمة شعرها
بغت علينا كما يفعل البغاة مع الخلطاء
عشرون عاما ياسيدتي وأنت نائمة بسرير المخيخ
تعجنين المادة الرمادية كما تشائين
تتزحلقين فوق الخلايا العصبية كما تعرفين
تشترين قوافل قصائدي كلها وتحتكرين
وحين تعودين لأقاليمك السبعة تضحكين عليها مع الوجهاء
عشرون عاما يا سيدتي
أدرس جبر عيونك وهندسة خدودك وكيمياء شفاهك
أتعبد في محرابك بعقيدتي الجديده
وأجلد الحروف كي تعترف بالسر للقصيده
ولما قلت أنا أنت وأنت أنا
أهدر الأئمة دمي وكفرني فقهائي
خالدفريطاس الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق