قصة دموع الياسمين
الجزء الرابع / والاخير
للكاتب / جاسم الشهواني / العراق
بعد أقسم على الإنتقام ..
ليس فقط من شذى بل من كل بنات حواء
حاول تهديدها بالصور ومقاطع الفديو التي تخصها ، المحفوظة بجهازه الجوال ،
لكنها كانت أقوى منه وتجاهلته
شعر بالإهانة وكبريائه طعنت بقسوة ، جروحه غائرة نازفة وناره لايخمدها الا الإنتقام ..
إنتقامه كان قاسي ليس فقط من شذى
بل من كل بنات حواء ، ولن يرحم أي منهن ..
تصيد ضحاياه بالماء العكر ، مستغلآ وسامته ، وتمكن من ان يوقع بالعديدات
منهن ، فعل كل شيء ، ولم يبقي اي شيء
لكنه لليشعر بالراحة ..
هي غايته .. لكنه يقف أمامها عاجز
شذى تقدم لخطبتها شاب يدرس معها في نفس الكلية التي تدرس فيها ، تم الخطبة بالفعل بعد ان وافقت عائلتها ..
سمع أحمد بالخبر ..
جن جنونه ، كان مضطربآ جدآ ، سمعته والدته ، احمد يكلم نفسه بالمرآة ، طلبت منه ان يهدء ، وستجد هي الحل ، لم يستمع لحديث والدته ، خرج من غرفته مسرعآ
وكان الشر واضح على ملامحه ..
إتصلت بوالده وأخبرته بما جرى ، الوالد لاحولة ولاقوة له ..
بعد ثلاث ساعات ، إتصلت الشرطة بوالده
وطلبوا منه ان يحضر لقسم الشرطة ..
لأن أحمد كان قد ضرب خطيب شذى وشذى ذاته ، وهما الآن يرقدان في المستشفى .. وتم سجن أحمد على ذمة التحقيق ..
وكلا والده محامي ليتكفل القضية ..
بالفعل تمت تسوية الأمر ، وخرج أحمد بكفالة أحد أقربائه ..
بعد ان دخلوا المنزل ، دارت معركة كلامية بين الوالد وأحمد ، لم يتوانا الولد العاق عن توجيه الكلام البذيئ لوالده ، على أثر ذلك سقط الوالد مغشيآ عليه ..
أحمد قاطعته أسرته بالكامل بل محيطه
شعر بأنه منبوذ من قبل الجميع ..
إلتزم غرفته ، كانت والدته تحظر له وجبات الطعام من دون ان تتفوه معه بكلمة واحدة
حاول عدة مرات ان يتكلم معها لكنها لم ترد عليه ..
أحمد محبط مكسور منبوذ ، شعر بحجمه الحقيقي ، هو لاشيء ..
مخلوق مجرد من الأخلاق والروح والمبادئ
هو وصمة عار على تلك العائلة الكريمة
خسر كل شيء ، ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ..
أحمد يهذي ، ومن غرفته يصدر حديثه مع المرآة .. ؟
والدته قلقة عليه قد يصاب بالجنون ..
قلب الوالد مجروح ، إنعكس ذلك على تصرفاته ، منع والدته من ان تدخل عليه
وطلب من شقيقه وأخواته ان يقاطعوه
بالفعل أحمد وحيد ..
مرت عدة ليالي ..
وذلك الصوت لايصمت ..
وذات ليلة صمت ذلك الصوت الضعيف
الوالدة تبكي وتتوسل زوجها بأن يسمح لها بالإطمئنان عليه ..
بعد طول رجاء سمح لها بالصعود لغرفة أحمد ، وبعد ثوان صراخ ملء المنزل التعيس ..؟
سارع الجميع لغرفة أحمد .. ؟
كان على سريره مسلتقيا غارقآ بدم الشريان المقطوع ، وبقربه رسالة وفوقها زهرة الياسمين .. ؟
كتب بتلك الرسالة .. ؟
رسالة ولد عاق لوالديه ..
كتبتها بمداد من دمي ودموع الياسمين
والدي العزيز ..
أمي الحنونة ..
شقيقي الوحيد ..
أخواتي الأعزاء ..
أعتذر لكم جميعآ ..
كنت على الدوام مصدر إزعاج لكم ..
ثقوا انا بقمة صدقي .
لأني بعد ان أنتهي هذه الرسالة ساكون بين يدي رب غفور رحيم ..
لاتوجد لحظات أصدق من هذه اللحظات التي أعيشها الآن .. ؟
لحظات من حكم على نفسه بالفناء ..
هل تصدقوني إن قلت لكم .. ؟
انا أحبكم كثيرآ ..
وخاصة والدي الذي أرهقته تصرفاتي ..
أنا لست بغاضب من شذى .. أبدآ
وجودها بحياتي لم ياتي من فراغ
هي عدالة السماء
والاقدار هي من رتبت لقاءنا وكل تلك الأحداث
لأعاقب بالدنيا قبل الأخرة ..
أملي ان تعفوا عني ليرحمني ربي
أمي ..
أرجوك ان تطلبي من شذى ان تغفر لي
وسأوضح أمرآ مهم .. ؟
الكل يلومني وانا لست بالملام الحقيقي
والدي هو من جعل مني سلطان مهاب الجانب مطاع الأمر ..
لم يحرمني من أي شيء ..
خلق بداخلي طفل يعشق الطغيان ..
عشت حياة مترفة ، لاينقصني شيء
كانت الدنيا رهن إشارة من يدي ..
لم يزرع بداخلي الرجولة .. ؟
الكل يعاملني على أساس أني رجل .. ؟
بداخلي ذلك الطفل المتمسك بطفولته
لايفقه بأن العمر عداده لايتوقف ..
يؤرقني ويلح علي بطلباته ، لايهدء لايصمت
دائم التذمر والعصيان ..
أنا كنت أقف بنقطة المنتصف .. ؟
بين عالمين مختلفين .. ؟
عالم الطفولة والبراءة ..
وعالم البلوغ والرجولة ..
كنت تائه لاعنوان لي وأشعر بالضياع ..
كان الدلال الذي إعتدت عليه ينقصني ..
حاولت ان الفت إنتباه الجميع لطفلتي التي لم تتخلى عني أبدا ..
لكن كل محاولاتي لم تجدي نفعا ..
أمي ..
قبل ان ارحل .. ؟
إشتقت لطعامك ..
لدعوة الصباح قبل خروجي للدوام ..
إشتقت لحظنك الدافء ..
إشتقت لكل شيء ..
ارجوك لاتنسني بصلاتك ..
أنا إبنك فلذة كبدك ..
لاتبكي بعد رحيلي .. أرجوك ياامي
ثقي .. سارتاح برحلتي
ولي طلب أخير .. ؟
ان ترعي الياسمين من بعدي
أترين هذه الياسمينة .. ياامي
بكت رحيلي قبل الرحيل
هي جزء مني ..
هي انا ..
ياامي ..
وداعآ يانبضي ..
وداعآ ياكلي ..
وداعآ ياعشقي ..
وداعآ ياأحباب الروح ..
وداعآ ياياسمين
تمت
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق