( كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة )
النفًَري
عد نحو صورتكَ القديمة وارتسمْ
معنى لكلِّ القائلينَ تداعى
نَبَذَتك خارطةُ الوجودِ فعشتَ في
كَنَفِ الخيالِ فصرتَ فيهِ مُشاعا
سافرتَ للاّشيء ثم ألفتهُ
وحملتَ قلبَك كي يكون مَتاعا
عُد واتخذ هذا الطريقَ فربما
لم تلق فيه طرائداً وضباعا
ضاقت بك الرؤيا ولستَ بنُفَّريْ
فلبست دربَ العارفين خِداعا
تمشي وخلفكَ كلُّ شيءٍ ضائعٍ
وأمام عينيك الدروبَ ضياعا
فأقِمتَ صومعةَ البكاءِ لِما مضى
جدوى لتشمَخَ في الحنينِ قلاعا
ظمئى بذكرى الراحلين لواهفٌ
ويحطُّ فيك القادمون جياعا
وجدانِك البوذيِّ أمعَنَ ضعفَهُ
فوَلِدتَ من رَحَمِ الخضوعِ شجاعا
طافت بك الآفاقُ فوق دفاترٍ
فمتى يطوفُ بكَ الزمانُ يَراعا
حَفَرت بكَ الأيّامُ جُرحَ جفائِها
وندوبِكَ المُثلى تَخطُّ وداعا
فوقفت في بابٍ ترى من خلفهِ
شُهُباً ستمنح خافقيكَ شُعاعا
أنّى سيمنحكَ الطريقُ ضياءَهُ
ويُريكَ من ألَقِ الوجودِ يُفاعا
أنّى ستمنحكَ الحقيقةُ مرفأً
إن كنت في ريحِ الخيالِ شراعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق