__عطر الرحيل__
هناك على مقربة من القمر الشاحب...
وتراكم رماد السنوات الباهتة..!!
وتلك النوارس خطت دواوين الرضوخ..
لتعزف على نعوشها العائدة سيمفونية التوبة..
لجسد عليل وروح أختفت ملامحها بين ظلال الهوامش...
وشهقات الهجر...!!
تقبل الوجد حينا، وتلملم الحيرة بتكبر حينا..
إنجرف الحلم الندي وتبخر بين الخطايا السبع...!!
خيوط الوهم تنسج من جديد ثوبا لبراعم الياسمين..
ورياح الشمال تقبل زوابع الجنوب حين التقيا بالدرب النحيل..
ومع همس الأنا الراكد في عمق الجفا...
ونهش أجزاء صبري بقسوة الوداع المتجدد..
استمر نزيف الأمل...
يمني جراحه اللحاق بالركب الضئيل...
صوت من الأعماق يناشد الياسمين...
سافرت بتلات الياسمين في رحلة الهجر..
وتلك الغرابيب السود..
تترصد الهدوء والصمت لتعزف سيمفونيتها القاتلة...
متى أسترد زهرة قلب الياسمين من قبضة الهجر..؟!
متى تعود من رحيلها تنثر العطر مجددا على جبين الحياة..؟!
متى تنقشع هذي الغيوم عن القمر لينجلي ضوءه ينير عتمة الليل..؟!
القمر ينتظر رحيل الغيوم...
والسنون تمر خلسة تسترق بقايا عطر الياسمين المهاجر..
تفتش بين ثنايا أهاته عن رفات الحلم العالق بغصونه..
والياسمين...
لم يبقى منه إلا عطر الرحيل المنبعث من جنبات الذكرى...
....هويدا غنيم....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق