على شطِّ الزواج
================
على شط الزواج وقفت وحدي
أسائل بحره والموج عاتي:
لماذا يعزف الحرمان لحناً
حزيناً في قلوب العانسات؟
لماذا ينتهي الشبان عشقاً
وينهي عمره في الترهات؟
لماذا؟ واستفاق الحزن بحراً
وغطى موجُه كل الجهاتِ
وهاج الدمعُ في عيني تقيٍّ
يناضل بالصيام وبالصلاة
وماتت أمنياتٌ كنَّ يوماُ
شعاعاً في طريق الأمنيات
وما ردَّ السؤالَ سوى رجيع
أماتَ الصوتَ في حلق الدعاةِ
***********************
تراءى الحلمُ في فهمٍ سقيمٍ
لمعنى الحب يرفل في سبات
وفي شيخٍ يغالي في مهور
ويجعلها التجارةَ في البنات
وفي نبتٍ قسا في سوء أرض
فأُحرٍقَ في زوايا المتعبات
فلا الساقي له في الزق ماءٌ
ولا المسقيُّ من فرع النبات
ولا الدنيا تقرُّ الحقَّ حقاً
ولا القاضي سليل المكرمات
رأيتُ الحلمَ مشنوقاً بأنثى
تحججُ بالدراسة والبغاة
وفي ناس ترى الدولارَ رباً
فتحكم بالغنى كلَّ الحياةِ
***********************
خطبتُ سليلةً من آل خير
تطيل صلاتها حسبَ الرواةِ
ويعلوها حجابٌ حسب زعمي
وتنطق حكمةً بين الدعاة
فقلت: هي القرينة لا سواها
ومنها أنتقي زهرَ الهداة
فرُحتُ مخاطباً فيها ذويها
بأخلاقي و ديني والتفاتي
فكان الردُّ أقسى من سهام
وسيفٍ غاص في قلب الذوات :
لعلك طامع في مال إرث
وفي حسبٍ عصيِّ المدخلات
تنبّه يا فقيرُ فقد صبرنا
عليك وأنت مقطوع الصلات
فلا مال لديك ولا متاع
سوى خلق ودين ذوي الهبات
فماذا تستفيد البنتُ منكم
سوى الحرمان من معنى الغلاة
دع الأحلامَ واقنع دون زوج
ففقرك لا يطيب لآنساتِ
وعدتُ ألملم الأحلامَ حزناً
كحال الخائبين الخائبات
***********************
وفي نهج النبي لنا اقتداء
تراح به نفوسُ الحائرات
فليس المهرُ أثماناً لبنتٍ
وليس العقدُ قيداً للهبات
وليس الفقر عيباً في شباب
وليس غناهمُ يعلي الهناتِ
هي الفِطَرُ التي في كل نفس
ميولُ الراغبين لراغباتِ
يقيدها التقى وخلاق دين
لتسمو في قيودٍ راقياتِ
وترقى في نعيم الله ردحاً
على قمم الحياة الرائعاتِ
*********************
وفي مكنون هذا الرسم لون
يوضحه التناقضُ في السمات
فثوب العرس أبيضُ في نقاء
كلون الزهر في فصل الحياة
وثوب الزوج يزهو في سواد
كلون الليل ستراً للأباةِ
تضاغى الليل في أنفاس صبح
فأشرقت الشموس الواضحاتِ
وكان الموج في زبد بهيج
تترجمه العروس بمغريات
وكان الشاطئ الممتدُ حصناً
يعانق بالشموخ بياض ذاتِ
************************
على شط الزواج رأيت قصراً
بناه العاشقون بمعطيات
رأيتُ الحلمَ يهزأُ من غباء
ويبني للزهور القادمات
رأيتُ صغيرةً تحنو وطفلاً
يساعد في بناء الراسيات
رأيت سعادةً ورأيت ودّاً
وإيماناً يرفرفُ في ثبات
رأيت الله يمنحنا حياة
كمثل الروض يخلق في فلاة
بقلمي
جميل شريقي من سورية ( تيسير البسيطة )
الخميس ١٨تشرين الثاني ٢٠٢١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق