جبارو الخواطر ( الأطباء )
في الأثر:( أن موسى عليه السلام ناجى ربه فقال: يارب ممن الداء والدواء؟
قال : مني
قال موسى عليه السلام: فما فعل الأطباء يارب؟
قال: يطيّبون خاطر عبادي، حتى يأتي شفائي أو قضائي )
====================
يا ساهر الليل إرهاقاً لتروينا
جبراً لخاطرنا، رؤياك تكفينا
كم تسهر الليل في تخفيف جائحة
وتهجر النوم كي تمحو مآسينا
تميل بالحب للمرضى تمرِّضهم
كأنك الحِبُّ مفتوناً بما فينا
تعيش بالآه لا يدري بها أحد
وجسمك انهدَّ والبسمات تعطينا
كأنك الركن مسنوداً له بشر ٌ
وداخل الركن قد شابت نواصينا
كأنك الروح تجري في دواخلنا
يا صاحب الطب هذا منك يرضينا
*************************
في مهنة الطب أرواح مجندة
لتنقذ الروح أو تمحو مآسينا
لتهجر النوم ترياقاً لذي ألمٍ
وتكتمَ السرَّ ارفاقاً وتطمينا
تسير بالمبضع المجروح في يده
آمال من وثقوا بالجرح يُبرينا
في مهنة الطب دمعاتٌ مخبأة
وخفقة القلب تجري في ثوانينا
نحس بالحب نبعاً فاض من بشر
لباسهم أبيضٌ بالصدق يحيينا
فما نحس سواداً في تألمنا
فغاية الطب أن تسقى ظوامينا
في مهنة الطب أوجاع يعاقرها
جسمُ الطبيب فلا يبدي لنا شينا
وحين يلمحنا زالت مواجعُنا
يجود بالبسمة الأحلى ليرضينا
كأنه الصخر في ألباب من نظروا
لكنه اللين في لبٍّ رأى اللينا
في مهنة الطب يسمو كل ذي خلُقٍ
فتنحني الهامُ تكريماً وتكوينا
*************************
تألق الطب في أخلاق من صدقوا
جبراً لخاطرنا واستحضروا الدِّينا
وجاوزوا النجم في إحياء بارقة
فأشعلوا النور في الظلمات تطمينا
يعيش للناس دكتور بلا كبر
يحنو على الكل في حب ويحبونا
ويمنعُ الفقرَ من ترويع صاحبه
ويجبر الخاطرَ المكسورَ تحسينا
فلا تراه سوى ركنٍ له أثر
في داخل الناس قد زادوا به زينا
كذلك الطب إحساس بمن ضعفوا
ونغمة في حنايا النفس تروينا
*************************
أساء للطب تجّارٌ لهم طمع
قساة قلبٍ أحالوا الطبَّ تخوينا
ومرمروا الناس في تضييق عيشتهم
وضيعوا الخير تهويلاً لما فينا
فلا يحركهم إلا مطامعهم
فالمال كعبتهم حجوا لها حينا
لو مات ذو وجع قدام أعينهم
ما رفَّ طارفهم أو أدمعوا عينا
فالطب عندهمُ بالدفع مرتبطٌ
ويافقيرُ لك الأنات فاكفينا
كم شوه الطبَّ دجال على طمع
فأوهم الناس بالأوجاعِ تقنينا
حتى يحوِّلهم نبعاً لنهمته
ويرضيَ النفس تعليلاً ويردينا
************************
في صورة اليوم من مكنون ترجمة
رسالةٌ أن فعل الخير يُعلينا
حتى القوي انحنى قدام راحمه
وأعلن الحبَّ رمزاً في مواضينا
حتى الأساطير في رسم لمنقذها
تجود بالشكر تعبيراً و تَلقِينا
وتحمل الودَّ محمولاً بخافقها
فغاية الرسم أن تحيا مغانينا
*************************
************************
وألمح الرسم تخفى فيه خافية
وظنها البعض إشراكاً وتلوينا
فلا انحناء لغير الله في ثقةٍ
ولا نريد بهذا اللفظ تخوينا
فغاية الرسم أن الطب محترم
وللطبيب جزاء الشكر يعنينا
له الخيال تراءى في تصوره
أنَّ القوي ضعيف في معانينا
وأن من عُرفوا بالبطش في صور
في حضرة الطب قد زانوا الموازينا
وأن قامتهم تُحنى لمنقذهم
فلا يضيرك من بالسوء يرمينا
وأسوأ الناس من ضاقت مداركه
فأوجع الناس أقوالاً ليُدمينا
وأحسن الناس من ظنوا بنا كرماً
فحسِّنوا الظنّ إن السوءَ يكوينا
__________
٢٠٢١م
الخميس ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢١م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق