قصه قصيره
لاتاخذ بيدى الى الجحيم
جاوز الستون عاما شيخ كبير قليل الكلام يحرص دائما على ارتياد المسجد ،اكثر من حرصه على ارتياد اى مكان آخر ,
لديه من الأبناء ولد وبنتين وزوجته سيده طيبه ، ذهب إلى صلاة المغرب بمسجد القريه ،وعاد الى بيته يتدثر بعبائته من برد الشتاء ،
اخذ يتمتم بتسابيح ختام الصلاه والقى عصاه التى يتوكا عليها بجواره ونادى على زوجته ،
ياام سيد ياريت لو تولعلنا شويه خشب عشان الدنيا برد وأعملى شويه شاى
هى ..حاضر يابو سيد من عنيه
وأثناء ردها عليه إذ هناك من يطرق الباب ,
هو ...طيب افتحى الباب الأول شوفى مين جى عندنا النهارده .
ذهبت ام سيد مسرعه الى الباب وفتحته فإذ به احد أقاربها من البلد يخدم فى الوحده العسكريه القريبه من بيتهم .
اهلا يابراهيم افندى ازيك يابنى اتفضل الحج جوه ،وأثناء دخولها ، ايوه ياحج الاستاذ ابراهيم ياريت تاخد رأيه فى اللى كلمتك عليه قبل كده ،
كانت أم سيد تلح عليه بأن يقوم بكتابه ارض البر الغربى كلها لابنها سيد وتعطيه البيت وهى قطعه ارض مساحتها تبلغ خمسه فدادين ،
على ان يقوم بكتابه عشره قراريط البلد باسم البنتين دون حصولهم على اى حق فى المنزل ،لأن الولد هو اللى بيحمل اسم ابوه ،
قام ابو سيد بالترحيب بابراهيم،
اهلا وسهلا يابنى نورت البيت نعمل لقمه تأكلها انت لسه جاى من السفر ،
شكرا يا عم الحج ربنا يعمر بيتك دايما ويخليك لنا دايما،
وجلس الجميع حول موقد الخشب المشتعل للتدفئه من البرد ، وأثناء جلوسهم لتناول الشاى أعادت ام سيد بتوجيه الكلام لإبراهيم بأن يقنع ابو سيد بتقسيم الارض والمنزل مثلما تريد بأن تحجب عن البنات حقهم الشرعي فى الارض والمنزل ،
وأثناء كلامها أمام إبراهيم لم ينطق الرجل بكلمه واحده وسادت لحظه من الصمت على ثلاثتهم وهم يضعون ايديهم للتدفئه على الموقد الموجود على الارض ،
قام الرجل ابو سيد بالامساك بيد زوجته وجذبها لوضعها فى الموقد المشتعل ،
هنا انتفضت الزوجه وسحبت يدها بسرعه وعلى وجهها علامات من الدهشة والغضب من هذا التصرف الغير معهود من زوجها الطيب والمسالم،
وقالت له ...جرى ايه يابو سيد انت عايز تولع فيا ياراجل واللا ايه ،هيه دى اخرتها ،
قال لها ....يعنى انتى اللى تولعى فيا فى نار جهنم
يعنى بدل ماتخدى بايدى للجنه عايزانى اروح النار علشان اغضب ربنا وارضيكى، شوفتى النار حاميه ازاى وبتحرق ، ودى اقل بكتير من نار جهنم ،
يعنى بدل ماتقوليلى اعدل بين الاولاد كلهم بما يرضى الله، تقوليلى انى أظلم البنات وعايزه تشهدي عليا الناس كمام علشان ارضى رغبتك وارضي الولد ، طيب ازاى... قوليلى ارضى ربنا ازاى ،
قالت ....خلاص يابو سيد اللى أنت شايفه اعمله ومش هتكلم فى الموضوع ده تانى ،
قال....لازم ناخد بأيدينا للجنه ونساعد بعض على كده بدل ماتاخدنا ايدينا على النار ، لازم تساعديني على رضى الله وتاخد ى بايدى للجنه علشان اخدك معايا يوم لاينفع مال ولا بنون إلّا من آتى الله بقلب سليم ،
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فأن الجنه هى المأوى .
ولايجرمنكم شنآن قوم على ان لاتعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى
صدق الله العظيم
تجربه القصه القصيره ويعنينى رايكم واقتراحاتكم
سعيد عزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق