( خُلِقَت من ضِلعِ آدَم )
لقد خلق الله أُمنا حَوٌَاء من ضِلعِ أبونا آدم عليه السلام ... والضلع بطبيعة تكوينه به إنحناء - حتى لا نقول إعوجاج -
وكان لا بد من إلتقاء المرأة مع الرجل لإستمرار النوع البشري وإعمار الأرض ونشوء الحضارات فيها ...
لأن المولى جَلَ شَأنه جعل بين الأزواج المودة والرحمة ... يقول عزَ وجَل :
(( وخَلَقنا لَكُم مِن أنفُسِكُم أزواجاً لِتَسكُنوا إلَيها وجَعَلنا بَينَكُم مَوَدٌَةً وَ رَحمَة ) صدق الله العظيم
فالعبرة في العلاقة الزوجية هي المساكنة بمعنى الأمان والإطمئنان والمودة والرحمة ... وذلك بإرادة رب العباد ... فلا يحق للزوجين مخالفة هذا النهج والتمرٌُد عليه حتى لا يستجلبان غضب المولى وسخطه عليهما أو على الظالم منهما ...
وأجمل تفسير سمعته بهذا الشأن هو تفسير علٌَامَةِ عصره الشيخ الفقيه ( أبو إسحاق الحوَيني ) بارك الله بعمره ... حيث يقول في تفسير ما يريده الله سُبحانه لإصلاح العلاقة بين الزوجين ... وبما أن المرأة خلقت من ضلع آدَم وبما أن الضلع مُنحَنٍ بطبيعة تكوينه ... فإن بقي الرجل منتصباً فسوف يبقى الفراغ بينه وبين زوجته ... وحتى يلتقيان ويتلاشى الفراغ الحاصل نتيجة الإنحناء لا بدٌَ وأن يَنحَني الرجل ... بمعنى أن يَحنو على زوجته ... والحُنو من العطف والرحمة ... وهذا يناقض العلو والإستكبار
وهذا يتوافق مع إرادة رب العالمين في جعلِهِ الرجال
قَوٌَامونَ على النساء ... ( والقِوامة ) هنا هي بمعنى التكليف لا التشريف ... فهو المكلف بالرعاية والإنفاق وأعباء الحياة ... ومن أهم واجبات الرجل الحنو على زوجته ومراعاة تقلب مزاجها وإضطراب خاطرها وخوفها المستمر على بيتها وعلى زوجها وأولادها ...
وذلك لأن المرأة مخلوق يختلف تكوينها النفسي والجسدي عن تكوين الرجل ... لأن الله أعدٌَها لتربية أطفالها وللصبر على رعايتهم وحمايتهم من كل المخاطر ... والرجل لا يملك بحكم تكوينه هذه القدرة وهذا الكم الكبير من العاطفة والصبر والتحمل ...
ولذلك فقد أوصى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الإنسان بأمٌِهِ ثلاثاً ... وذلك لشدة حساسية نفسية المرأة سواء أكانت إبنةً أو أختاً أو زوجةً أو أمٌَاً ...
فالحُنو على الزوجة - وهذا موضوعنا اليوم - هو من أهم واجبات الزوج تجاه زوجته ... وتحصيناً لها وللأسرة بشكل كامل وهو واجب ديني وخلُقي ...
فالحُنو على الزوجة لا يترك فراغاً يستغله شياطين الإنس والجن وما أكثرهم هذه الأيام ...
وافونا بآرائكم مهما كانت
تحياتي للجميع
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق