* بدونِ صواع *
أخلقتُ محميًا من الأوجاعِ
والأرضُ تسكنُها جموعُ سباعِ
وبكلِّ يومٍ هجمةٌ في غابةٍ
لدغاتُ دهرٍ أو فحيحُ أفاعي
كم مرةٍ عضَّتكَ سوءُ بدايةٍ
فكأنّما الساعاتُ ولدُ ضباعِ
هذي الحياةُ جميعُنا في أُهبةٍ
للركضِ لم يُفلح سوى الإسراعِ
فاحذر، فسوقُ حياتِنا ذو غصةٍ
سوقٌ بها مكرٌ وسنخُ خداعِ
وُزِّعتُ في الدنيا فأصبحَ خاطري
بفمِ الزمانِ مشتَّتَ الأوزاعِ
في الحلمِ أبني قلعةً وقصورَها
فهدمتَ يادهري بذاكَ قلاعي
وشرعتُ في سفرٍ طويلِ ريثما
تأتي الرياحُ ليستجيبَ شراعي
ضغطت على الجسدِ النحيلِ وأسرفت
فتخسَّفت من ثقلِها أضلاعي
خطلاءُ قد سكبت دلاءَ همومِها
فانكبَّ معظمُهُ على أكواعي
فطفقتُ أرفعُهُ بطرفِ أناملي
فتلبَّدت بالهمِّ كلُّ ذراعي
متحمِّسون لضحكةٍ عفويةٍ
لتمرَّ كي تروي وجوهَ جياعِ
خُلطاءُ من سكنوا بيوتًا لم تدم
والمُلكُ مرهونٌ إلى استرجاعِ
خلفَ الطموحِ تطشَّرت نبضاتُنا
ورأيتُ في ريحٍ تهبُّ ضياعي
وحملتُ أهدافي وبعضَ تطلُّعي
فنسيتُ في سَفَري هناكَ متاعي
وكيوسفَ الصديقِ قُدَّت هيبتي
وتُركتُ مرميًّا بدونِ صواعِ
أَلمانِ لا أدري بأيِّ طريقةٍ
دخلا فؤادي قبلَ بدءِ صراعِ
أم أينعت تلك الجراحُ وأصبحت
صفراءَ ينعاها لقطفي الناعي
يتسلَّقُ العاقولُ سطحَ مدينتي
ويجولُ في طللي قطيعُ الراعي
وغرستُ في تلك الأثافي دمعةً
جفت لترويها دموعُ وداعي
أطلقتُ ألفَ قصيدةٍ مكسورةٍ
كُسرت قُبيلَ ذيوعهنَّ يراعي
أوَ كلَّما أمضي لأبلغَ قمَّةً
فكأنَّما أسعى لنفسِ القاعِ
أكسرتَ عظماتِ الطموحِ من الصبا
حتى بلغتَ بكسرِهنَّ نخاعي
فوعيتُ عاقبةَ السقوطِ وإنَّهُ
أمرٌ ليخلقُهُ السقوطُ الواعي
لكنَّما نحنُ الجياعُ لرحمةٍ
من ربنا يا مشفقًا بجياعِ
فأمرتنا بالصبرِ حينَ ملمَّةٍ
والصبرُ خيرُ وسيلةِ الإقناعِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق