قصة بعنوان ((رنة واحدة))
..............….................
كانت تتمنى أن يستمر الهاتف في غنائه ليغطى على تلك الضوضاء في أعماقها والتي لاتتوقف أبدا، تلك الرنة كانت مثلها بمثابة القبلة الخاطفة على وجنتيها الحمراوتين، سكتت قليلا، ومروجها الخضراء تشتاق ندى الهمسات وغيث الإله الذي اعتادت سقياه كل يوم…
أي لغز هذا عندما يرحل القلب في القلب؟ أي جنون لتلك الأمنيات المؤجلة عندما تتعلق الأرواح وتختصر المسافات؟
أسئلة كثيرة تلقيها دائما في سلة الساعات دون أثر لعبور ثواني للأجوبة، في تلك الليلة كان العبور على الجسر مكتملا إلى الضفة الأخرى، عندما لثم نسيمه الروحي الآتي من البعيد شراع شفتيها، وضمهاالموج إلى صدره تجديفا فأبحرت وكأنها زورقا يعبر شطآنه كلها، وبعد تلك العاصفة أصابتها الصاعقة وأوقعتها في هاوية الألام، لم يعد لها سوى الرنو البعيد عسى أن يخفف عذابها لتتحسس أثاره التي أثقلت نفسها بذاكرة محكومة بالأحلام، تسقطها دائما في منحدرات شتى، وهي مقتنعة بأن الحلم الذي تعيشه يعني أن تتناثر، فمن يرفع ماتبعثر منها في سفوح التأوهات وحبيبها بعيد عنها؟ كان أروع مايصيبها يأتي بشكل مفاجئ ثم يتلاشى كالزبد، شيء يشبه فاجعة اليتم الحقيقي، وكل منهما يستشعر الآخر في روحه بنشوة حزينة سامية مفعمة بوجد أعاد لها شيئا من عبق هارب عبر محطات يكللها المرار، مجددا تعثرت بالصمت فحروفها لاتريد أن تسقط وتفقدها، يالي هول ما أدركت من محبة، وهي تتدثر محنة غيابه الطويل عنها، وقد طوقها الشوق بسلاسل فضية من الزفرات وسط رنين هاتف دافئ لم يكتمل وبقي مفخخا بقبلات متناثرة تجتاح كيانها ، حتى ذلك الجسد لم يعد يعرفها….
ومع فجر يوم جديد انهمر التذكار مدرارا، فلم يشغلها حديث الناس في زيارتهم الرمضانية عن الرحيل إليه، لهذا كان حبها الأجمل في غرابته لحظة تواءمت مع سره واستسلمت لأفكار محاطة بالألغاز، كيف لا وقد أعطاها وعدا بآت قريب ليختصر ماتحملت خطاها في ترحال داخلي فيه، فكيف لتلك البذور أن تنبت في تربة الفقدان؟ سرعان ما استيقظت على لهفة الانتظار وفؤادها يدق قبل هاتفها ليحضن الصوت صداه، وتواصل سيرها لعبور المستحيل على جسر من وقت ارتطم بها، فأدركت أن الحب هو الخطأ الأبدي الواجب تكراره أبدا، ولا مقابل له، فهو نذر الأرواح الخالدة .
بقلمي/سلمى السورية ✍️ /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق