كوكتيل خيبات
تلتقطني الحياة
مثل حبات القمح لإشباع رغبتها
مقابل ذلك
تهديني رُزَمًا من المسافات
متمثلة بكتلة واحدة من البؤس
فمثلًا...
التـقدم بالسّـن لا يتْعِب الذاكــرة
بقـدر الفقد الذّي يـجعلها تتـقدم مرغمة...
كالفتاة العشرينية
التي أرهقها فقْد والدتها
وهي تدعو لها بالشفاء العاجل أثناء الصلاة !
ــــــــــــــــــــــــ
وأيضًا نوع آخر من الخيبة
ذات مرّة كتمت صوتي لأنَّ أبي نائم
وعندما ارتجفتُ بردًا ذهبت لأتدفئ جنبه
فلسعني عقرب من باطن الحياة
صرختُ بأعلى صوتي
ولم يستيقظ أبي
من يومها وأنا أرتجف وكأنني انام في ثلاجة موتى ...!
ـــــــــــــــــــــــــ
لا أنسى ذلك اللون من الوجع
عندما كنتُ طفلة غرستُ أمنية
تحت شجرة السدر في حديقتنا
وأثناء حرب الاحتلال
أصابها صاروخ مدفعية قطعها،فماتت
وعندما تسائلتُ عن أمنيتي التي غرستها
أجابوني...
أنَّ رسائل الحنين تبقى تائهة في جيوب الشهداء !
ـــــــــــــــــــ
إلى الآن
صوت جدتّي البح لا يزال يطرق مخيلتي
سابقًا، كلما أجلس أمام التلفاز
وأستمع لمذيع نشرة الأخبار السياسية
أتذكر جدتي
التي سرقتها حفرة صغيرة من الأرض
وخبأتها عنا بأمرٍ من الله
كنا نجلس في إحدى الغرف
والتي سقفها طينيّ النسل
تقول:- نحن من هذا اليوم فصاعدًا
لا نأكل أمام التلفاز،
(عيب أبنيتي مذيع الأخبار يباوع علينه) !
ــــــــــــــــ
حسبتُ سراب الخيال ألوان الحقيقة
لكن بعض الاحلام تشبه
رغوة الصابون في الماء
كلما حاولت الخروج منه
تلاشت وانتهت
لذلك تعيش كثيرًا في ماء المخيلة
فهي تشبه الدموع في عيون المتوفين الجدد.
ـــــــــــ
أسماء الجميلي ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق