قالت لي امي وانا صغيرة:
لا ترفعي صوتك
لا تلتفتي وراءك
لا ترجعي البصر كرتين
لا تبحثي عن كوكب جديد
لا تسبري أغوار الحكاية
لا تحفظي انشودة الفراق والغياب
ولا تستمعي لسمفونية الحزن
وإذا جاع قلبك
ونامت اوردتك دون طعام
اهمسي للقمر ونجوم السماء
وارفعي راية الاستسلام
كيف اماه.؟!
كيف؟!
وانا من ركبت مطايا الحطام
الدمار..
الاغتراب..
ومن مشت فوق طريق مصنوعة
من ثفل القهوة
محفورة بعيون الليل
طريق مشع بنور الكنائس والمعابد
وحتى ببعض المساجد دون صوامع
جدرانها موشومة بحمامة بيكاسو
و تمنح بها جوائز السلام
و لكن بها اسرار المؤتمرات
مخابئ السلاح
وسحابها محشو بالدخان
فلا شيء ينبئني بارتشاف الماء
باستنشاق زهرة السلام
حتى وهمي اصبح مجروحا بها
ولم يعد ثرثارا.. اماه
نعم انت امي وانا ابنتك
لكن لن اقول يوما مثلك لاطفالي:
لا تلتفتوا إلى الوراء
ولا تحفظوا انشودة الغياب والفراق
بل ساقول لهم ولو
بكلماتي اليابسة..البائسة
ان يقراوا سورة النور و الشمس
ان ينظروا بعمق في الأرض
حتى لا يدوسوا مساكن وتلال النمل
و أشلاء ندوب الأمهات
علهم لا يفقدوا هيبة السماء
لا تكسوهم ثياب العار
ولا يصابوا ببوار العيون
ورحيل الكلام ...
بقلمي زكية العروسي
يوم 13/08/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق