يوسف أيها الصديق
لقد أصبح إعداد الطعام بالمنزل وبيعه جاهزا مهنه جديده يمتهنها الكثير من سيدات البيوت ؛
خاصه ممن يجيدون الطهى ، وقد أصبحت مهنه تنافس المطاعم الكبرى ، خاصه للأسر التى تهوي الطعام البيتي، وليس لديهم الوقت أو المهاره لإعداد هذا النوع من الطعام
.وهى من الأعمال التى تدر دخلا جيدا على أصحابها ؛
هذا وقدإتفقت زوجتى مع إحدى السيدات عن طريق المعرفه بإعداد بعض المحاشى وأصناف اخري ،
لأنه لم يعد لديها القدره على عمل مثل تلك الأصناف وكانت هذه السيده تقيم فى حى المطريه ؛
ونحن نقيم فى مدينه الشروق أى نبعد عنها مايقرب من خمسين كيلو ،
وقالت لها السيده أنها سوف ترسل لها الطعام يوم الخميس ظهرا عند مدخل مدينه الشروق ،
وقد ابلغتنى زوجتى بأنتظار إبن السيده لأخذ الطعام والوجبات منه ،
وقد توجهت لإنتظار الشاب الذي أعتقدت أنه شاب كبير وأنه قادم بسيارته ،
وإذا بالباص الذى يأتى من القاهره يقف بجوار سيارتي وينزل منه صبى صغير السن لايتجاوز عمره ثلاثه عشر عام ؛
ويحمل حقيبه صغيره ويتجه نحوي ؛
ملابسه نظيفه وهندامه يدل على أنه من أسره ميسوره ومهذب .
اهلا يابنى
إزيك ياعمو
أنت اللى جايب الأكل هو ده اللى فى الشنطه
أيوه ياعمو معاك شنطه ؟
حاضر أستنى أشوف شنطه فى العربيه
وفعلا وجدت شنطه فى السياره وبدأ فى وضع الأطعمة فى شنطتى ، وقد أعطيته ثمن الطعام الذى أحضره ،
أنا ....أنت رايح فين ياحبيبى
هو ... أنا رايح عند موقف المستقبل عند إسكان الميه
ولأن المكان خالى تماما من آى حركه سواء سيارات أو حتى بنى آدمين وحراره الجو عاليه جدا والساعه الثالثه ظهرا
وكيف يسير هذا الصبي لأقرب موقف سيارات والمسافه تبلغ ثلاثه كيلو متر على الاقل ؛
قلت ....أنت عارف المكان اللى أنت رايحه (لأنى ظننت أنه غريب ولايعرف المدينه )
قال ....أيوه عارفه
قلت ....طيب تعالى أركب معايا أوصلك ..أنت إسمك إيه
قال ...إسمي يوسف
....أنت فى المدرسه
...أيوه
....فى سنه كام يايوسف
....طالع أولى ثانوي
....برافو عليك شاطر واللا نص ونص ؟؟
...انا جايب ٩٥%
....مشاء الله عليك أنت ولد ممتاز وراجل محترم فعلا
الحياه يابنى عايزه اللى يروحلها ومتستناهاش لما تجيلك
اللى عايز يعيش مبسوط ويحقق ذاته وينجح فى الحياه
مايوقفش أبدا يستني الحياه تجيله لازم يروح لها
قال ....لو أستنينا الحياه هتيجى بس علشان تدوس علينا
.....برافو عليك وفيلسوف كمان ، هو بابا بيشتغل إيه
قال ....بابا دكتور
..... وماما بتشتغل إيه
..... مدرسة تدبير منزلى
.....وانت بتساعدهم واللا ايه
.....أبدا انا بساعد نفسى لأن أول الواحد مايعرف يتكلم لازم يعبر عن نفسه ، وأول مايعرف يقف على على رجله لازم يمشى لوحده ويستغنى عن الأيدي اللى بتسنده
...... بصراحه يايوسف كنا زمان بيربينا أهالينا على اللى أنت بتقول عليه ده ؛
وهو ده اللى بيخلق من الولد راجل يواجه الحياه بنجاح ، تسلم يابنى وربنا يوفقك ؛؛
وإن شاء الله هيكون لك مستقبل عظيم ؛
وأنزلته حيث أراد الوصول وشددت على يديه مهنئا إياه بهذا الفكر ، وكنت معجب وسعيد جدا بأنني وجدت صبيا له هذا الفكر المستنير والواعى ؛
وتركته وذهبت إلى البيت حيث زوجتى وإبنى الكبير كانا فى إنتظارى ؛
وقصصت عليهم قصه يوسف هذا الصبي الرجل الذى حاز كل إعجابي
وكانت المفاجاه الكبري التى أبكتني كثيرا عندما أبلغتني زوجتى بأن يوسف يعانى من مرض السرطان فى المخ
فما كان منى إلا اننى إنهرت باكيا عليه ؛
اللهم أشفى يوسف وعافيه ؛
؛وكأن الزهور كتب عليها أن لاتعيش طويلا ،
ويبقي مايحيطها من أشواك لتعيش أكثر من الزهور ؛حيث أوصلت لنا عبيرها وكفى ؛وكانها حامل للرساله فقط ؛
وهكذا تظل السماء وخالقها يبعثون لنا برسائل مع أنبياء صغار كى لانفقد التسبيح والذكر والشكر لرب العباد ؛
أو ننسى أن هناك من يرعى الارض وسكانها ؛وأنها مازالت فى رعايه الله ،
يحملون لنا رسائل الفضيله من الأمانه والصبر والصدق وربما يحملون أيضا نفس أسماء الأنبياء فسوف نجد بيننا من يدعى إبراهيم ومحمد وعيسى وموسى ويوسف ويحملون من صفاتهم وأيضا رسائلهم إلينا كى تظل أعناقنا عالقه بالسماء .نحمد الله على الامل فى رحمه الله سيظل عالقا ويسبح بين السماء والأرض مهما ارخت الأيام أستارها السوداء على نفوس البشر .
سعيد عزب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق