يا دنيا
كفى يا دنيا ترهقيني بالأسى و جمرة
مالكِ تسحقين قلبي وجعاً و قهرة
مالكِ لا تكتفين من كسري عمرٌ مالهُ
يحملني ألماً و لا يأخذُ من الموتِ عبرة
فقد مالَ جداري و سقط بذل الوقت
مالكِ تجرحين و تعيدينَ بجرحيَ الكَرة
أفلا تسريحين من قتلي قليلاً و تهدئي
فالعينُ دامعٌ و القلبُ قد نفذَ منهُ صبرة
أدنو هلاكً بحد السيوف و أحلمُ لو كانَ
لهذا الجرح ثوب النجاة و لو لمرة
هي الحياةُ لم تقبلنا بديارها لنحيا بها
وكأننا كفرٌ بثوبُ الملائكة و هي الكفرة
و هذا الطعنُ متى سينتهي ذبحهُ فينا
كربٌ قد رمى بنا لعشق الترابِ و حفرة
فهذا العمرُ و قد سهى بحزنهِ باكياً
ريحٌ و قد بعثرَ دروبي الحزينة بعثرة
و ذاكَ الزمانُ هل يخجلُ بيوم موتي
أم حالهُ كحالُ الأقدارِ قلبهُ عليَ كصخرة
كلُ السنينِ أثقلتني بحملها و أوجعتني
و كم أشقى دهري بقتلي و نالني غدرة
يا دنيا لكِ هذا الجسدُ المقتول و هذا
الجرح و لي بدربُ الموتِ دمعٌ و كسرة
أمشي منهزمٌ بجروح الأيامِ وحالي تعَبٌ
من هناطعنٌ و رفسٌ ومن هنا لَكمٌ ونعرة
و كأنني بين الندبِ أسلو بوجه الآلام
كورق الخريفِ أسقطُ من أعلى الشجرة
كم تحملني الخيباتُ لديارها و تعصرني
بوجعُ القصيدة و تبقى بنارها مستنفرة
مالكِ تجرينَ بنعوشنا بتوابيتُ الغبارِ
بأرواحنا المقتولة فهل ندمتِ معتذرة
أم إنكِ مثلُ الجحيم تحرقُ بضحاياها
و تمضي بقتل الأحلامِ و هي متكبرة
فإقطعي بشرايني و أهدري بحمرُ الدمِ
مالي بهذا العمر الذليل كلهُ أرقٌ و حسرة
ماذا تنتظرين يا دنيا أشبعيني طعناً و
اذبحيني كضحية العيد بذبحها مجبرة
و إذا متُ قهراً بيومٍ إعلمي يا دنيا من
بعدي كلُ الأشياء ستنقلبُ إلى مسخرة
دروبُ النجاةِ خلف المدى لما لا نبصرها
و لما فقط دروبنا للجروحِ هي مختصرة
يا لهذا البخل من رحمة السماء و عرشها
كم دارتْ للظالمين و معنا دامتْ مقصرة
أين عدالتكِ يا دنيا حين يعصرنا الموت
وجعاً و يهدُ بأجسادنا المشلولة المخدرة
فإكتبْ يا أيها الزمنُ لعنتنا بجدار الليل
بأننا أموتٌ و أجسادنا هي مجردُ مقبرة
فهاتِ أكثر من كأسكِ المر و أسقينا
سمكِ القاتل فكلُ أرواحنا باتتْ منتحرة
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ...... 23\10\2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق