الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

🧡 مصطفى محمد كبار حلب سوريا ...... 23\10\2022💛




يا دنيا


كفى  يا دنيا  ترهقيني  بالأسى و جمرة

مالكِ   تسحقين  قلبي   وجعاً  و  قهرة


مالكِ  لا  تكتفين  من كسري  عمرٌ  مالهُ

يحملني ألماً و لا يأخذُ  من الموتِ عبرة


فقد  مالَ  جداري و سقط  بذل  الوقت

مالكِ تجرحين و تعيدينَ بجرحيَ الكَرة


أفلا تسريحين  من قتلي قليلاً و تهدئي

فالعينُ دامعٌ و القلبُ قد نفذَ منهُ  صبرة


أدنو هلاكً بحد السيوف و أحلمُ لو كانَ  

لهذا  الجرح   ثوب  النجاة  و  لو   لمرة


هي الحياةُ  لم تقبلنا بديارها  لنحيا بها

وكأننا كفرٌ  بثوبُ الملائكة و هي الكفرة


و هذا الطعنُ  متى سينتهي ذبحهُ  فينا

كربٌ  قد رمى بنا لعشق الترابِ و حفرة


فهذا  العمرُ   و  قد  سهى  بحزنهِ   باكياً

ريحٌ  و قد بعثرَ  دروبي  الحزينة  بعثرة


و ذاكَ  الزمانُ   هل  يخجلُ  بيوم  موتي

أم حالهُ كحالُ الأقدارِ قلبهُ عليَ كصخرة


كلُ السنينِ  أثقلتني  بحملها و أوجعتني 

و كم أشقى  دهري بقتلي و نالني  غدرة


يا دنيا  لكِ  هذا الجسدُ  المقتول  و هذا

الجرح  و لي بدربُ الموتِ  دمعٌ و كسرة


أمشي منهزمٌ بجروح الأيامِ وحالي تعَبٌ

من هناطعنٌ و رفسٌ ومن هنا لَكمٌ ونعرة


و كأنني  بين الندبِ  أسلو  بوجه  الآلام

 كورق الخريفِ أسقطُ من أعلى الشجرة


كم تحملني الخيباتُ  لديارها و تعصرني

بوجعُ القصيدة و تبقى  بنارها  مستنفرة


مالكِ  تجرينَ  بنعوشنا  بتوابيتُ   الغبارِ 

بأرواحنا المقتولة  فهل  ندمتِ  معتذرة


أم إنكِ  مثلُ الجحيم  تحرقُ  بضحاياها

و تمضي  بقتل  الأحلامِ  و  هي  متكبرة


فإقطعي  بشرايني  و أهدري بحمرُ  الدمِ  

مالي بهذا العمر الذليل كلهُ أرقٌ و حسرة


ماذا  تنتظرين  يا دنيا  أشبعيني  طعناً و

اذبحيني  كضحية العيد  بذبحها  مجبرة


و إذا متُ قهراً  بيومٍ  إعلمي  يا دنيا  من

بعدي كلُ الأشياء ستنقلبُ  إلى  مسخرة


 دروبُ النجاةِ خلف المدى لما لا نبصرها

و لما فقط دروبنا للجروحِ هي مختصرة


يا لهذا البخل من رحمة السماء و عرشها

كم دارتْ للظالمين و معنا دامتْ مقصرة


أين عدالتكِ يا دنيا حين يعصرنا  الموت

وجعاً و يهدُ بأجسادنا المشلولة المخدرة


فإكتبْ يا أيها الزمنُ  لعنتنا  بجدار  الليل

بأننا أموتٌ و أجسادنا هي  مجردُ  مقبرة


فهاتِ   أكثر  من  كأسكِ  المر  و  أسقينا

سمكِ القاتل  فكلُ أرواحنا باتتْ منتحرة


مصطفى محمد كبار 

حلب سوريا   ......  23\10\2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...