قصائد ضائعة
---------
( سَرَقَت فمي ) فيمَ انفراطُكَ مُسرِفُ
نَصلٌ على معناكَ كيف تُفلسِفُ
جَهَلَتكَ فاختَزَلَتكَ رهنَ مرادِها
قصبٌ وأبكى رغم أنَّكَ أجوَفُ
ماعَلَّمَتكَ رؤاك أينَ تجيزُها
عُمِيَت فكنت كما السرابُ مزيّفُ
(سرقت فمي) والريحُ أنثى حيثما
مالَت تميلُ وفي فؤادِك تَعصِفُ
مَنَحَتكَ أجملَ مايكون فقلت لا
أنّى لكفيَّ البريئة تخصِفُ
ووَهبتَ أجملَ مايكون عَطيَّةً
حتى كأنَّكَ في البيان تُحرِّفُ
وشَرِبتَ من كأسٍ تظنُّ مروءةً
والكأسُ فارغةٌ وحدسُكَ مُوجِفُ
قد أومأت ضفةٌ إليك بأنها
بحرٌ ودربك في الخلاص معرَّفُ
ناجزتَ حدَّ (المستحى ) فغلبتَهُ
ووقفت تنظرُ في الوجوه تُسَوِّفُ
وكَسَوتَ ظنَّك بالنقاءِ ورايةٌ
حمرا تلوحُ على رباكَ ترفرفُ
أطفالك الستون أين تتلمذوا؟!!
غصّوا بحشرجةِ الخلاقِ فأُخْنِفوا
(سرقت فمي) صَدَحَت بغير مدادِها
عجباً فكيف بمدحِهُنَّ تُشنَّفُ
عجباً وقد راقت وأنت خليقها
عرجاءُ في طورِ الغيابِ تُؤَلَّفُ
كانت عطايا والحبالُ قصيرةٌ
تلتفَّ حولَكَ والمباديءُ تهتفُ
وطنٌ وقد غادرتَ دون وداعِهِ
لو كنت تحلمُ بالرجوعِ وتأسَفُ
وطنٌ يبيتُ بغيرِ عَنوَنَةٍ لهُ
إلاّ على أشجانِ حبرِكَ ينزفُ
كان انتماءُهُ في الوجوهِ مقسَّماً
مابين غربتِهِ وثغرٍ يعزفُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق