الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022

🧡🤎ايمن فوزي🧡🤎

 قصة قصيرة : أرق


ماله الليل لا ينقضي، طويل بطيء ممل وهو منتظر أن يطل أول شعاع من شمس غد ليخلصه من هذا الأرق والحكة التي إنتابته في فروة رأسه والتعب يتسلل في كل نواحي جسده فيشعر بوجع في كل أطرافه حتى إخمص قدميه.

 بين يقظته ومازال النوم يملك تلابيب مخه وجسده ولكن لا يستطيع تفسير هذا، وهو يتساءل كيف يهاجم المرض نائماً؟ يتلفت يميناً وشمالاً فلا يجد غير وسادة إعتاد أن يتلمسها كلما لاحقه الأرق وهو من النوع الذي ينام بمجرد الرغبة في النوم، يصارع هذا الاحساس قليلاً وكأنه في حلم فيقوم يتحسس الأرض بقدميه ويجرجر رأسه من فوق وسادته وهو ينهش فروة رأسه بأظافره التي قلمها بالأمس في وقت فراغه لبعض الوقت لتأدية فرض الصلاة كالمعتاد خلال عمله اليومي.

يضع رأسه تحت مياه الصنبور ولكن لا منجى من هذا الهرش الذي إنتابه فجاةً فأقض مضجعه، تبرد رأسه بعض الشيء رغم أن المياه لم تكن بتلك البرود في هذا الوقت من الليل في هذه الأيام من شهر أكتوبر.

يمرر أصابعه خلال شعره، يوهم نفسه بأن هذه النيران قد جمدة وهو يحس الوهن يسيطر على كل جسده، فيلقي برأسه المثقلة ببقايا النوم وسؤال يراوده عن سبب هذا فربما كان شيئاً قد أكله أو نوع مياه الدش الذي إستخدمها بعد عودته من العمل.

يهذأ قليلاً ويسلم رأسه لوسادته، إلا من رمي طرفه ناحية الشباك بين فينة وأخري يتلمس نور الصباح حتى يرن المنبه فيلتقط أنفاسه من ليل لم يهنأ بثباته ويوم من العمل ينتظره، لينطلق في دوامة الحياة مرة ثانيه، رغم أن ليلته قد خلفت بجسده تكسيراً وبعض أعراض "الأنفلونزا"

ولكن كعادته ينطلق لعمله، فالعمل ينسيك حتى المرض والألم، ليدور في دائرة حياته المغلقة جداً، تاركاً ليلة غير هانئة، وأرقه وجسد سيطر عليه البرد على سريره حتى يلقاه في المساء 


أيمن فوزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...