الجمعة، 2 ديسمبر 2022

🧡 أفكار بصوت مرتفع زينب كاظم💛


 أفكار بصوت مرتفع 

زينب كاظم

سنتحدث في هذا المقال عن موضوع مهم جدا واصبح مثيرا للجدل لكثرة التداول والتحدث به الا وهو موضوع الطيبة :والطيبة كلمة تكون النظرة اليها نسبية وليست مطلقة والمقصود من ذلك هو ان كل انسان يرى الطيبة من منظوره الخاص فقط لذلك الجميع يدعي الطيبة والكل يقول الطيبة نقطة ضعفي واو طيبتي دمرتني او من عيوبي طيبتي فاذا كان الجميع طيبا من الذي يخون او يكذب او يسرق او يغتصب او يقتل اووو الخ حتى المجرمين الذين في السجون يقولون انهم طيبين ذلك لأن النظرة للطيبة تختلف من شخص الى اخر لأن كل انسان مخطئ او حتى مقترف الخطايا الكبرى يدعي الطيبة لأنه يبرر لنفسه سببا لعمله الشنيع فالكاذب احيانا يؤلف لكذبه لفظ كذبة بيضاء بل وحتى عندما يكذب كذبة سوداء كبيرة ومؤذية يبرر لنفسه فيقول كذبت من اجل كذا وكذا لذلك انا طيب والخائن الذي يخون الامانة يبرر لنفسه الخيانة حسب منظاره للأمر فمثلا الصديقة التي تدخل صديقتها لبيتها وتعاملها كأخت وتطلعها على اسرار عائلتها ومن ثم تسرق تلك الصديقة  زوجها وتبرر لذلك بأنها عشقته وانها تهتم به وتستحقه اكثر من صديقتها لكن في الحقيقة ان كانت هي طيبة بالفعل يجب ان تقلل زياراتها لصديقتها اثناء وجود زوجها وان كانت لاتهتم تلك الزوجة  به حقا يجب ان تنصحها بسرية ولطافة مثلا لكنها سرقته وتدعي الطيبة .

رغم خيانتها للعشرة وللامانة اما القاتل او المغتصب  يبرر لنفسه انه قتل او اغتصب من اجل المال او من اجل الحب لأنه طفولته اغتيلت بالفقر وغيره او انه جائعا للحنان والجنس   لذلك فهو يصب جام غضبه على الناس ويقتلهم او يغتصب طفلة او انثى ويدمر حياتها  لكن في الحقيقة هذه جرائم  كبرى يندى لها جبين الانسانية اذ قال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم(لا تأخذوا الناس بجريرة غيرهم )اذ ليس من العدل ان يرمي المجرم سمومه وامراضه وعقده واجرامه على غيره لأن هناك من اهانه او ضربه او حرمه في طفولته او قد تكون الدنيا جارت ،فالطيبة الحقيقية هي السلام يقول الرسول محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم(المسلم من سلم الناس من لسانه ويديه )فحياكة المؤامرات والكذب والسرقة وكل الصفات والافعال الذميمة هي بعيدة تماما عن الطيبة وليس لها تبريرا اطلاقا سوى الكره والاجرام والاحقاد وغيرها .

وعن تجربتي الشخصية انا اكره ان يتدخل احد بحياتي اطلاقا لأني لا اتدخل بحياة الاخرين واعتبر نفسي شخصية عامة لأني صحفية واكتب وانشر ما يروقني من الشعر الشعبي والفصيح  والومضات الغزلية واضع صورة رومانسية لكنها ليست اباحية او خادشة للحياء لكن هناك من المتشددين مثلا من يتدخل حتى باسرتي ويقول اولادك على ابواب مرحلة الشباب كيف يروا هذه الصور وهذا ليس من حقه بكل تأكيد لأني ربيت اولادي على المثل وحصنتهم بالمبادئ والقيم والاخلاق الحميدة والدنيا لا تخلو من الرذائل والناس السيئين والانحطاط الاخلاقي والكلمات النابية لكن حصنهم الاخلاقي هذا يمنعهم من كل خطأ كذلك انا لست اما بل صديقة واعرفهم جيدا فليس من المنطق ان صورة تسبب انحرافهم وانا التي اشقى من اجل تربية مثالية سوية واضع عصارة تجربتي فيهم لكن اللامنطق تدخل الناس بشئ لا يعنيهم وعندما اطردهم من حياتي عقلهم المريض يصور لهم انهم يحملون الطيبة تجاهي ونصحوني لكن في الحقيقة انهم تعدوا الخطوط الحمراء للكلام واقتحوا خصوصياتي وعندي الاف التجارب من المؤذين والصلفين والشرسين الذين يدعون الطيبة وهم عنها ابعد كبعد السماء عن الارض كذلك انا كانسانة لا اسئ لأحد ولا اكذب واؤذي احد ولا اجرح احد لكن لا اطلق على نفسي كلمة انا طيبة لأن الطيبة كلمة عميقة لا يتحلى بها او يلم بها سوى الانبياء ونحن بشر عاديين فعندما يسئ لنا احد تظل الذكرى في قلوبنا وعقولنا كنقطة سوداء لذلك نحن لسنا طيبين طيبة مطلقة كذلك هناك مشاعر خلقت فطريا معنا مثل الغيرة والحقد والحسد وهي ايضا نسبية ويختلف مقدارها من شخص لاخر  وليس من واجبنا ان نقول نحن طيبين لكن من يعاشرنا هو من يحكم ،والطيبة مقرونة في الصدق فالتعامل الصادق هو نوع ممتاز من الطيبة والنقاء فهناك حكمة عميقة جدا نسيت للاسف على رفوف الزمن كنا نرددها ونعمل بها سابقا وهي (النجاة في الصدق )فاذا ركزنا بها وعملنا بمحتواها فنحن قد بلغنا جزء كبيرا من مفهوم الطيبة فالصدق من اوسع وارقى الكلمات والعامل بها انسان عظيم ،

والطيبة الحقيقية تمنى الخير للغير بكل تصالح مع الذات واحترام للامانة والابتعاد عن النفاق والكذب والخيانة وبعد كل ذلك يجب الا يقول الانسان انا طيب وبكل ثقة لأن الناس المعاشرين له هم من يحكمون كذلك الله عز وجل لا تغيب عنه الحقائق والاعمال وهو من يزكينا لأنه لا يزكي النفوس سوى خالقها .

نصيحتنا في اخر المقال هي ان نربي اولادنا على الحب والتصالح مع الذات وان نعلمهم الصدق بكل شئ فهذه هي الطيبة والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...