أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن موضوع طالما كنا نتردد بالحديث عنه كونه ان البعض يراه حساسا والبعض يراه مثيرا للفتنة والبعض يرى انه لا داعي للكتابة عنه كل واحد وفكره لكننا ومن وجهة نظرنا نراه مهما لأنه يخص ديننا وتأريخنا ونحن خلقنا من اجل الدين والعبادة قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )لذلك أرتأينا ان نكتب كل فترة عن احد الأئمة عليهم السلام او عن الطائفية وكل كتاباتنا تدعو لتقريب وجهات النظر والافكار ولتوضيح الحقائق فهناك عدد مهول من الناس لا يعرف الكثير من المعلومات فهذه المقالات جزء من تلبية طلبهم
كذلك ما يستفزنا ان نقرأ احيانا تعليقاتا وكلاما غير منطقيا من الجاهلين من الناس ومع كل الاسف و رغم افكارهم المغلوطة والمنغلقة نراهم متمسكين بها تمسكا مرضيا لذلك ننصح الناس اولا بتربية ابناؤهم تربية معتدلة لا تعلموهم ان عشاق ال البيت عليهم السلام جهلة ويبكون على انسان اغتيل واستشهد منذ مئات السنين فأنتم بذلك تصنعوا بشرا حاقدا لا يتأقلم مع الناس وافكاره افكارا داعشية وسامة بل علموهم ان عشاق الأئمة اخوانكم وانهم يعشقون الحسين عليه السلام مثلا لأنه انسانا مضحيا ضحى بأولاده واخوانه واهله وعشيرته بل وحتى بدمه من أجل نصرة الاسلام لكي يصلنا ديننا وتعاليمه بلا انتهاك او تحريف او الغاء لأنكم عندما تزرعون افكارا مسمومة سوف تصنعون بشرا سهلا وبيئة مخه خصبه لأستقبال الافكار الداعشية والاجرامية وستكبرون عقدة الفوقية عندهم بأن افكارهم افضل من غيرهم وستخسرونهم كبشر مسالم فالدين الحقيقي دين الاسلام ودين السلام الذي علمنا اياه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكل ثوار العالم اقتدوا بال البيت و بالامام الحسين عليهم السلام وبايثارهم وتضحياتهم من اجل الاهداف السامية منهم المسلمين ومنهم غير المسلمين فغاندي الهندي اقتدى بزهد الامام علي عليه السلام من الدنيا اذ كان يرتدي قطعة قماش بيضاء يلفها على جسده وكان دائما يضرب عن الطعام لأيام طويلة للضغط على اعداءه لتنفيذ مطالبه وكان مثقفا ومطلعا فقرأ عن اهل البيت وعن الحسين عليهم السلام حتى قال مقولته الشهيرة (تعلمت من الحسين ان اكون مظلوما لأنتصر) اما تشي جيفارا فكان شابا مناضلا شجاعا رغم انه كان مريضا بمرض الربو المزمن ظل يقاتل اعداءه ويناضل من اجل رسالة سامية وبقى يقاتلهم مع عدد قليل من الابطال وكانت كل فترة تخرج اشاعة بأنه قتل ومن ثم يرجع اقوى حتى تخفى بالغابات وظل يقاتل حتى اخر لحظة من حياته وكان قلبه يعلم انه سيقتل وسيقطع رأسه ليذهب اعداءه برأسه الى اعداءه ليفرحون وبالفعل صوت السعال المزمن فضحه فقتل على يد الجبناء وهو لم يتجاوز التاسعة والثلاثين ربيعا وهذا المشهد يغنى عن الف الف مقولة وواضح انه تأثر بثورة الحسين عليه السلام ضد الطغيان واصبح ايقونة للنضال والجمال والشباب والعطاء اما نيلسون مانديلا فكان موسوعة فكرية وكان يحارب في امريكا الجنوبية للدفاع عن ذوي البشرة السوداء ضد عنصرية واضطهاد البيض فسجن ونفي حتى حقق مراده وصار زعيما وقائدا حتى وفاته سنة 2013 فكان متعدد الثقافة ودرس وقرأ الكثير عن الثوار والاحرار ليلهمونه وعلى رأسهم الامام الحسين عليه السلام ، لذلك يجب ان تترسخ في اذهان الجميع ان الحسين عليه السلام للجميع لذلك هو فخر للدين الاسلامي كله وليس لمذهب واحد فقط وقد اجمع كل الحكماء ورجال الدين على مقولة واحد وهي (لو لا دم الحسين لمات الاسلام )وليركز الجميع على هذه العبارة انها كارثة لولا قوة الحسين عليه السلام ووقوفه ضد الظلم وعدم مبايعته للطغيان لأنهار الاسلام ولظل ذكرى يتذكرها الجيل الحالي ويقول كان هناك دين يسمى الدين الاسلامي ولربما عادت عادات الجاهلية اذ ان الاسلام نعمة فالقران هو دستورنا بالزواج وبالطلاق وبالتشريعات وبالقوانين وبكل ما يخص ديننا ودنيانا ،ان مذهب التشييع ليس مذهب جهل بل بالعكس مذهب يحتاج لوعي والمام واطلاع حول الدين الإسلامي وحول خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والدليل على ذلك ان هناك عدد كبير من العلماء وبتخصصات مختلفة من الجزائر والمغرب وفلسطين عندما تعمقوا بالدين وبالدراسة حول ال البيت عليهم السلام اعتنقوا المذهب الشيعي وبالعلن وامام الفضائيات وللعلم يجب ان نوضح نقطة ان هناك جماعات متشددة داعشية ولا مانع عندها للاغتيال والقتل من اجل دين مزيف وهذه حقيقة لايمكن ان نضع رؤؤسنا بالطين والتراب كالنعام عنها حاولت اغتيال احد هؤلاء العلماء لكنه نفذ وذهب الى خارج بلده الى احدى الدول الاوربية اما العالم الاخر فوضح بأنه بعد لقاءه الاخير بقنوات التلفاز وتوضيحه لنقاط عدة حول ذكرى ولادات و وفيات واستشهاد ال البيت عليهم السلام وحول قضية الحسين عليه السلام السامية ان عدد مهول من الناس اعتنق المذهب الشيعي لكن بسرية بسبب المتطرفين والقتلة وهذا لا يعني اننا نريد الجميع ان يعتنق المذهب الشيعي بل بالعكس جمال الناس باختلافهم لكن بعقل وتعمق وصدق وعشق حقيقي للدين يقول الدكتور العلامة الشيخ احمد الوائلي الله يرحمه (تمسكوا بعقائدكم لكن بأخلاق )فطالما الانسان يعشق دينه لايرضى لأحد ان يأخذ فكرة سلبية عنه فاهانة رجال الدين والتقليل من شأنهم و المساس بال البيت عليهم السلام والاساءة للرسول وزوجاته وصحابته كله يعطي فكرة سيئة عن الدين الاسلامي الحنيف ويعطي ثغرات تسمح للغرب اهانة ديننا عن طريق اهانة كتاب الله او برسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول والنظر للدين الاسلامي نظرة فوقية وهذا كله بسبب اناس كثر لم يحترموا دينهم ولم يتوحدوا ولم يكونوا قوة بوجه كل جبان ومسئ للدين الاسلامي،حتى ثورة الحسين عليه السلام يسيؤون لها ويحاولون الانتقاص من واقعة الطف وهي اسمى ثورة ولا تدل على عنف ابدا فديننا بكل تأكيد وكما اشرنا دين سماحة لكن دين قوي لا يقبل بالذل والهوان.
والحسين عليه السلام شخصية عظيمة نسبا وعملا وشهادة فهو مفخرة للدين الاسلامي وللعرب يقول الدكتور الموسوعي العراقي علي النشمي عندما كنت في ليبيا ادرس هناك واثناء تجولي في مدينة طرابلس اوقفني رجل عراقي يدرس في ليبيا وسلم علي وقال انه يعرفني ومتابع لبرنامجي وكنا في شهر محرم الحرام وتحديدا ليلة العاشر من محرم فقال ان زوجتي ام علي عملت الهريسة فدعاني لتناول الهريسة في حديقة بيته وفي هذا الاثناء سلم علي رجل مصري يدرس معي في الجامعة فدعيته هو الاخر لتناول الهريسة هو وعائلته وبعدها قصيت عليهم قصة واقعة الطف والنساء يبكين والكل متأثرا بالواقعة الاليمة و قامت المرأة المصرية زوجة الرجل المصري وهي منهارة وترتعش وتبكي وقالت (اي ده كل ده حصل للامام الحسين عليه السلام ) وظلت حتى وفاتها تذكره وتبكيه وتوزع الطعام ليلة العاشر من محرم الحرام على روحه الطاهرة واوصت بناتها بأن يبقين على تلك العادة بعد وفاتها وهي توزيع الطعام بمحرم وذكر الامام الحسين وبطولته وايثاره فالحسين مدرسة بل مدارس ،وفي اخر المقال نوصي بالاعتدال وتثقيف الذات دينيا وعقائديا واحترام المقدسات والعقائد وعدم المساس بها والله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق