أحسن القصص
---------------
ثامنا : مع قصة النبي أيوب
-----------------------
كلما ذكر الصبر ذكر صبر النبي أيوب .. هذا النبي أبتلي بداء طويل الأمد وسلب الله ماله وولده فظل صابرا لا يجزع وبقي في ذكر الله يخشع .
( وأيوب اذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتينه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين )
وقفة يدعو بها أيوب ربه أن يكشف عنه هذا الضر الذي أبتلي به وصبر عليه طويلا .. أي سقم أصابه وهو طريح الأرض ليست به قوة ليقف على قدميه وهذه امرأته هي من تخدمه وترعاه سنين طويلة ..قاستجاب له ربه ليشفى من مرضه ويعود اليه أهله وماله .
مرة أخرى يقول الله في شأنه ( وأذكر عبدنا أيوب اذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ،اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب ، وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب )
ينادي أيوب الله بأن الشيطان هو من مسه بهذا الابتلاء وهو حسن أدب منه استحياء من الله أن لا يقول هو من ابتلاني ، ويدله الله على بركة ماء ما أن يغتسل بها حتى يشفى من مرضه وتعود اليه عافيته ومعها ما فقد من مال وولد مضاعفا ،وأن يضرب أمرأته بحزمة قصب ضربة واحدة بعد أن كان أقسم من قبل ليضربنها بعود مئة ضربة بسبب أنها تأخرت يوما عن خدمته ، ويمتدح الله أيوب في هذه الآية بقوله : انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب ،فأي ثناء وتكريم من الله لأيوب الذي صبر صبرا لا مثيل له وانه كان كثير الرجوع الى الله .
ان في قصة أيوب درسا وعبرة لمن يريد أن يخضع لمشيئة الله وأن يكون الصبر هو الحل الأمثل لمعالجة الأزمات ، ذلك أنه اذا لم يحتوينا الصبر في المواقف الصعبة فلا جدوى .
لقد صبر النبي يعقوب من قبل على فراق يوسف ولكن صبر النبي أيوب كان أقوى وهو يرى أن سقمه قد طال أمده رغم ثقته بالله .
وتبقى قصة أيوب تثير فينا التساؤل : هل لنا القدرة في أن يحتوينا الصبر لو أصابنا بعض ما أصاب ايوب من مرض وفقد مال وولد ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق