قصيدة ( كاسُ الهجرِ )........
حمامةَ الأيكِ غابتْ حُمْرةُ الخَجَلِ
العمرُ يمضي ومادَ الصَّبرُ بالجَبَلِ
فالرُّوحُ أضحتْ تعاني مِنْ تَصَحُّرِها
والغيمُ يهمي لدى كفَّيكِ كالقُلَلِ
هلَّا سقيتِ لهيبَ الرُّوحِ مِنْ بَرَدٍ؟
فالزَّهرُ يفنى على عودي بلا أمَلِ
إنِّي عَجِبْتُ لمَنْ بالصَّبِّ ينعتُني
كوني غريقٌ وقد عُيِّرتُ بالبَلَلِ
الهجرُ موجٌ على الأحجارِ يقذفُني
والوصلُ شطٌّ كثيرُ الزَّهرِ والظُّلَلِ
إنِّي بشوقٍ إلى الخنساءِ تسمعُني
فكم شكوتُ مِنَ الهجرانِ للطَّلَلِ
وكم ذهبتُ إلى النَّجماتِ أسألُها
عن الأحبَّةِ إذ غابت عن المُقَلِ
غَرَسْتِ سهمًا نقيعَ السُّمِّ عذَّبَني
وكنتُ أحسبُ بطنَ النَّحلِ للعَسَلِ
عينُ القصيدِ تسحُّ الشِّعرَ مِنْ شَجَني
كالشَّمعِ يبكي لخطبٍ كان بالفِتَلِ
بركانُ شوقي يصبُّ الوجدَ مِنْ حِمَمٍ
ذابت بجوفي وكم ثارت بلا كَلَلِ
هيَّا تعالي إلى البركانِ واكْتَحِلي
مِنَ الرَّمادِ على جفنيكِ بالعَجَلِ
العشقُ كأسٌ وثغرُ الصَّبِّ يجرعُها
دارتْ عليهِ كما الأرزاقِ والأَجَلِ
إنِّي سُقِيتُ كؤوسَ الهجرِ يا زَمَنِي
وكم حَلَمْتُ بكاساتٍ مِنَ الغَزَلِ
ناجي صريعَكِ عندَ الفجرِ وارتَحِلي
قد صارَ يُضْرَبُ للعُشَّاقِ كالمَثَلِ
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق