أحسن القصص
========
خامسا : قصة النبي يونس
------------------------
( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )
لم يكن النبي يونس من ذوي العزم فحينما أرسله الله إلى أهل نينوى لهدايتهم لم يستجيبوا لدعوة يونس فما كان منه الا أن تركهم وهو مغضب .وما يكون الأمر هكذا فأراد الله أن يبتليه ، وما أن ركب يونس البحر حتى تعالت الأمواج وكادت السفينة أن تغرق فقال البعض ان في السفينة عبدا آبقا فلتكن قرعة يتبين فيها من يكون ليرمى في البحر ، واجريت القرعة ثلات مرات فكان فيها يونس من المدحضين فلما رمي في البحر التقمه الحوت وعاد البحر الى هدوئه .
( وان يونس لمن المرسلين ، إذ أبق الى الفلك المشحون ، فساهم فكان من المدحضين ، فالتقمه الحوت وهو مليم ، فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه آلى يوم يبعثون )
هكذا يروي لنا القرآن قصة يونس بلغة ربانية مؤثرة ، ولولا أن يونس كان يسبح لله في هذه المحنة الرهيبة التي هو فيها .. في بطن الحوت وفي ظلمات البحر لما أنجاه الله ولبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة .
( فنبذناه بالعراء وهو سقيم ، وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ، وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ،فآمنوا فمتعناهم الى حين .) وما أن برأ يونس من سقمه وعادت إليه عافيته حتى رجع ثانية إلى أهل نينوى فخافوا من العذاب الذي كان يلوح لهم فآمنوا . إن الدعوة تحتاج الى صبر وإلى وقت ، ولم يكن يونس في البدء يحسب هذا الحساب ولكن بعد أن وعى الدرس وتجربة الحوت المريرة عاد اليه توازنه في هداية القوم ليؤمنوا .
وفي هذه الآيات خطاب من الله إلى رسوله قائلا ( فإصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت اذ نادى وهو مكظوم ، لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ، فإجتباه ربه فجعله من الصالحين )
هكذا حقيقة الأمر ، وهكذا تبدو لنا قصة النبي يونس .. فيها العبرة وأية عبرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق